تحت عنوان "النازحون السوريّون يغادرون لبنان نحو مستقبل غامض"، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانيّة مقالاً لمراسلتها التي زارت عرسال ربيكا كولار، تحدّثت فيه عن ملف النزوح وأجرت مقابلات مع بعض السوريين.
ولفتت الكاتبة الى أنّ 3000 نازح من قرى وبلدات القلمون الغربي، معظمهم يعيشون في عرسال، سجّلوا أسماءهم للعودة الطوعية الى سوريا، وقد غادر منهم 300 نازح الأسبوع الماضي. وأشارت الى أنّ عدد سكان عرسال كان 40 ألفًا قبل اندلاع الحرب السورية، لكنّها الآن تستضيف 60 ألف سوريًا.
وذكرت نائبة رئيس بلدية عرسال ريما كرنبي في حديثٍ للصحيفة أنّ بعض الإشتباكات حصلت بين سكان البلدة وبعض النازحين.
وقالت الكاتبة: "اللافت أنّ لبنان يستضيف مليون نازح سوري، ما يشكّل ربع عدد سكان هذا البلد الصغير. وقد أوضح السياسيون أنّ خيار بقاء النازحين ليس متاحًا". ونقلت ما قاله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال زيارته لعرسال مؤخرًا عن أنّه "لا يمكننا إنتظار الحلّ سياسي للحرب السورية"، مشيرًا الى أنّ عودة النازحين السوريين ستصنع الحلّ.
وأوضحت الكاتبة أنّ عودة النازحين تتطلب موافقةً من دمشق، كي لا يواجه العائدون مشاكل قانونية. من جانبه، قال الباحث في الشأن اللبناني بمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إنّه من الصعب الثقة بالضمانات التي تقدّمها الحكومة السورية، لأنّ دمشق أوقفت سابقًا الآلاف من المعارضين.
ومن الجانب السوري، فإنّ صور عودة النازحين الطوعيّة تعزّز مقولة أنّ الرئيس السوري بشار الأسد انتصر في الحرب ويعيد السيطرة على البلاد والأمن فيها.
وفي السياق عينه، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً تطرّقت فيه الى الجدل الحاصل بين النازحين في عرسال حول البقاء أو العودة الى سوريا.
ولفتت الصحيفة الى أنّه مع تراجع وتيرة القتال على الحدود اللبنانية السورية، استأنف بعض السوريين رحلة العودة الى بلادهم، الغارقة بالحرب منذ 7 سنوات. وأوضحت الصحيفة أنّ هناك مؤشرات ضئيلة على أنّ النازحين سيجتازون الحدود بأعداد كبيرة، إلا أنّ صبر لبنان حكومةً وشعبًا بدأ يتراجع.
وأضافت أنّه "فيما أغلقت الولايات المتحدة وأوروبا الحدود أمام السوريين، أوضحت الصحيفة أنّ أكثر من مليون سوريّ مسجّلون كنازحين في لبنان، ومعظمهم يتلقّون الدعم من الأمم المتحدة".
وأضافت أنّه بالنسبة للنازحين الذين يتم قبول عودتهم من قبل دمشق، سيجري منحهم فترة سماح لمدة ستة أشهر، وسيكون على الشبّان ممّن هُم في سن القتال خلال هذه المهلة، إما الإنضمام إلى الجيش السوري أو دفع غرامة قدرها 8 آلاف دولار.
كذلك أشارت الصحيفة الى أنّه من المقرر أن يعود أكثر من 400 سوري الى ديارهم يوم غدٍ الخميس.
(فايننشال تايمز - واشنطن بوست - لبنان 24)