في انتظار عودة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري من السفر في الساعات المقبلة وكذلك رئيس البرلمان نبيه بري، لتحريك اتصالات عجلة تشكيل الحكومة، انكسرت الجرة بين "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية" بعد انكشاف "اتفاق معراب السري" وتبادل الاتهامات من العيار الثقيل بين قيادات الفريقين بخرقه.
ويقول مصدر سياسي محايد لصحيفة "الحياة" إن "انفلات الخصومة أخذ يدل إلى أن ما بين الفريقين أكثر من خلاف على المقاعد الوزارية والحصص وتفسير "اتفاق معراب"، وهو أمر من الطبيعي أن يعيد الأمور إلى الوراء في عملية تشكيل الحكومة".
ويتفق المصدر نفسه مع أحد وزراء الحكومة الحالية على القول إن "كشف اتفاق معراب أوضح كم أنه جاء على حساب الآخرين مسيحياً، إن لم يكن لإلغائهم، أو على حساب العلاقة مع الطوائف الأخرى في البلد، فهو يضع حدوداً بين الطوائف، ويتمثل بالثنائية الشيعية التي لا تفسح في المجال لقوى أخرى في الطائفة".
وبصرف النظر عن تقويم نص الاتفاق فإن مصادر متعددة معنية بتأليف الحكومة تعتبر أن "الذروة التي بلغتها الأزمة باتت تتطلب مبادرة ما من الرئيس عون. فكيف سيتعاطى مع هذا التأزم الذي يعيق ولادة الحكومة التي يعتبرها حكومة العهد؟ وتقول إن الرئيس المكلف خياره واضح هو قيام حكومة وفاق وطني ويتمسك به وبإشتراك "القوات" و "الحزب التقدمي الاشتراكي"، الذي دخل "التيار الحر" والرئيس عون في خلاف معه حول التمثيل الدرزي.
(الحياة)