تقول أوساط مسيحية مقربة من الصرح البطريركي الماروني ان اكثر ما يقلقها ليس الحصص الوزارية في هذه الحكومة او غيرها بمقدار التأثير على المكون المسيحي في الدولة وامكانية عودة الانقسام الحاد مما يفقد الدور الذي تسعى اليه بكركي منذ وقت طويل. وبدل ان يعمد القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الى تمتين ما تم الاتفاق عليه سبيلاً للبناء على مرحلة جديدة مربوطة ايضاً بنتائج الانتخابات النيابية، اصبح من المعيب ان ينتظر المسلمون الشركاء المسيحيين الى حين الاتفاق للاقلاع بتأليف الحكومة.
ولا تخفي مصادر التيار الوطني الرغبة لديها بايجاد الحلول لتشكيل الحكومة غير انها تطالب القوات اللبنانية بان الامر يتعلق باتفاق شامل في السياسة والادارة قبل الدخول في النقاش بتوزيع الحصص الوزارية. وترى هذه المصادر ان التيار متمسك الى حد كبير بنتائج الانتخابات النيـابية معياراً للتمثيل الوزاري لكنه في المقابل مستعد للتنازل في بعض المواقع للقوات اللبنانية على خلفية اتمام الاتفاق السياسي ككل، والمقصود به تحصين اتفاق معراب كي لا يسقط نهـائياً. وتلفت هذه المصادر الى ان التيار الوطني منزعج للغاية من اداء القوات داخل الحكومة خلال المرحلة الماضية وهذا ما يجب معالجته وفقاً لتعهد القوات بالوقوف الى جانب العهد وليس الوقـوف في وجه مشاريع وزراء التيار.
بالنسبة للقوات اللبنانية ترى مصادرها ان كلام التيار غير منطقي وترمي اللوم على وزراء التيار الوطني الذين يعرقلون مشاريع وزراء القوات. اما معارضة القوات فهي محصورة بالشكوك بحصول صفـقات، وهذا لا يمـكن القبول به، وتصبح المعارضة في داخل الحكومة مشروعة، لتزيد هذا المصـادر ان القوات لديها استعداد للانفتاح على كل الطروحات لكنها تريد حصتها من الحكومة وفق تمثيلها النيابي.
(الديار)