تحت عنوان "غش وتفلّت وتساهل: الامتحانات الرسمية بـ"نجاح كبير" أشارت فاتن الحاج عبر صحيفة "الأخبار" الى انه تكاد نسبة النجاح في الامتحانات الرسمية تلامس الـ 100% إذا ما احتسبنا الدورتين. نسبة تدعو للتفكر في الأسئلة الآتية: ما الجدوى من هذه الامتحانات وماذا تقيس؟ وهل الحل بإلغائها أم بإبقائها باعتبارها شكلاً من أشكال سيادة الدولة؟ وأي امتحانات رسمية نريد وضمن أي خطة تنموية وطنية؟
وقالت: تقويم نسب النجاح في الامتحانات الرسمية يحتاج حتماً إلى دراسات معمقة للنتائج ومقارنات دقيقة مع أعوام سابقة. ليس الهدف التشكيك في نتائج الشهادة اللبنانية وترك الساحة لمن يقف على "الكوع" من أنصار "البكالوريهات" الأخرى، كالفرنسية والدولية وغيرهما. إلاّ أنّ عين المراقب لا تستطيع أن تتجاهل الارتفاع الملحوظ لنسب النجاح عاماً بعد آخر، في وقت لم تخرج دراسة علمية واحدة حتى الآن تشرح أسباب هذه الظاهرة، انطلاقاً من أنّ نسبة النجاح مؤشر لاستهدافات النظام التعليمي.
وتابعت: يقارب هؤلاء التربويون الأزمة بنيوياً. فما يجري حالياً لا يعدو تكييف التعليم مع شروط الامتحانات، بمعزل عن أي خطة تنموية وطنية، للإجابة على سؤال كبير: ما هو الهدف من الامتحانات الرسمية وماذا نريد لها أن تقيس؟
وأضافت: في المقابل، يعزو مراقبون ومصححون في الامتحانات هذا "النجاح الكبير" في السنوات الأخيرة، إلى أسباب مباشرة ومحددة، من دون التطرق إلى جدوى الاستحقاق ومدى صحته باعتباره موضوعاً يحتاج إلى بحث آخر. ومن هذه الأسباب: تنميط الأسئلة، التفلّت في المراقبة والغش في قاعة الامتحان، التساهل في أسس التصحيح من خلال "المايكروباريم" وإعطاء التلامذة علامة على أدنى التفاصيل، والطلب الدائم من الوزير والمدير العام بتبسيط الأسئلة ومراعاة وقت المسابقة.
واعتبرت ان ما يجري بنية مأزومة تقوم على قرارات اعتباطية خارج أي تخطيط، يقول الأستاذ في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية طنوس شلهوب، "فلا خطة تربوية متكاملة لكل مراحل التكوين الأكاديمي والمهني مرتبطة بمخرجات تلبي احتياجات اجتماعية واقتصادية وعلمية على المستوى الوطني العام. المخارج الأربعة المحددة لشهادة الثانوية العامة: العلوم العامة، علوم الحياة، الاجتماع والاقتصاد والآداب والإنسانيات، تؤدي إلى المزيد من العاطلين عن العمل من محامين ومهندسين متخرجي كليات العلوم وإدارة الأعمال وغيرها".
وقالت: التفلت في مراقبة قاعات الامتحانات سبب رئيسي لارتفاع نسبة النجاح. ينفي مراقبون عامون ومراقبو صفوف أنّ يكون الحديث عن الغش في الامتحانات من باب "المماحكة"، بل هو أمر واقع يواجههم ويصعب تخطيه نتيجة بعض التهديدات التي قد يتعرضون لها. يقرّ هؤلاء بأن الأمر يتفاوت بين مركز امتحانات وآخر وليس بالضرورة أن يحصل النقل والغش في كل المراكز، لكن التساهل في "تنقيل" التلامذة بات فعلاً مستساغاً لدى مراقبي الصفوف، بحسب أحد المراقبين العامي.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا