Advertisement

لبنان

الحكومة الى الاسبوع المقبل... وهكذا حلّت العقدة المسيحية

Lebanon 24
17-07-2018 | 22:59
A-
A+
Doc-P-494443-6367056711507862545b4ead2beb5f9.jpeg
Doc-P-494443-6367056711507862545b4ead2beb5f9.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

يُفترض أن يشهد مطلع الأسبوع المقبل حركة مشاورات جديدة، يتطلّع الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى أن تؤتي ثمارها في القريب العاجل. وعلى الرغم من هذا التفاؤل، الاّ ان العديد من المتابعين لملف التأليف لا يرون بوادر ايجابية في هذا الاتجاه. الاّ أن الرئيس الحريري الذي قطع وعداً بتشكيل الحكومة في مدة أسبوعين، سيعمل على تكثيف مشاوراته واتصالاته هذا الاسبوع ومطلع الاسبوع المقبل، ولن يحول سفره غداً الى  للقاء نظيره الاسباني بيدرو سانتشيث ولرعاية الاحتفال بتخريج طلاب جامعة convention center ifema في مدريد، ومن ثم انقاله الى لندن لحضور عشاء الاكاديمية العسكرية التي يدرس فيها نجله حسام الدين، من دون العمل على حلحلة كل العقد التي تحول دون التأليف.

لقاء الحريري- باسيل

ولا شكّ ان اللقاء السريع الذي عقد بين الرئيس الحريري والنائب جبران باسيل على هامش جلسة انتخاب اللجان النيابية، شكّل محطة مفصلية في الاتصالات الجارية، خصوصاً وانهما اتفقا على اللقاء مجدداً في الساعات المقبلة.

وعلى الرغم من أن جميع المصادر أجمعت على ان اللقاء، وعلى الرغم من قصر مدته، حمل نوعاً من الايجابية وكسر الجليد بين الرجلين، الاّ ان معلومات "النهار" كشفت أن الخلوة التي جاءت في ظل جفاء صامت طرأ في الايام الاخيرة على العلاقات بينهما بلغت اصداؤه بعض المراجع السياسية الاخرى، وهذا الجفاء يرتبط بحادث شبهته المصادر بما حصل بين الوزير باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري في توزيع "فيديو محمرش" الذي تضمن حملة من باسيل على بري قبل الانتخابات النيابية. وقالت ان كلاماً من مصدر ثقة نقل الى الحريري قبل أيام قاله باسيل اثر حضوره احدى مباريات المونديال في روسيا وتضمن ما وصف بالسخرية من الرئيس المكلف والتهجم على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط. الاّ أن الجانبان اتفقا على لقاء قريب بعد يومين،

الا ان مصادر "تكتل لبنان القوي" وصفت عبر "الجمهورية" العلاقة بين الحريري وباسيل بأنها "جيدة وليست سيئة كما يُصوّر في الاعلام"، مشيرة الى "انّ التواصل بين الطرفين مستمر وهو لم ينقطع أصلاً". وأوضحت انّ التكتل قدّم كل الحلول والتسهيلات المطلوبة، وانّ العقدة ليست عنده، كما يجهد البعض في تصوير الأمر، بل انّ التكتل يتعرّض مع رئيس الجمهورية لحملات واضحة".

الحريري متفائل

ونقلت مصادر نيابية قريبة من كتلة "المستقبل" معطيات متفائلة عن امكان فكفكة العقد العالقة أمام تأليف الحكومة الاسبوع المقبل خلافاً لمناخات التشاؤم التي تفاقمت في الأيام الأخيرة. لكن معلومات أخرى مستقاة من المعنيين بالاتصالات والمشاورات الجارية لتأليف الحكومة قالت إن أي تقدم جدي لم يحرز بعد على المساعي التي يبذلها الحريري وان العقد المسيحية والدرزية والسنية لا تزال مطروحة كما كانت قبل أسبوعين ولو ان الآلية الجديدة للتنسيق التي اعتمدها الرئيس الحريري أخيراً مع "التيار" من خلال لقاءات الوزير الدكتور غطاس خوري والنائب الياس بو صعب ستستكمل تباعاً من أجل البحث في المخارج الممكنة للعقد القائمة.

وأكد الوزير السابق الياس بوصعب أن الأسبوع المقبل "سيشهد حركة جدّية في الاتصالات"، مشدّداً لـ"المستقبل" بعد لقاء غداء عقده مع وزير الثقافة أن اللقاءات "ستتواصل مع الرئيس المكلّف قبل سفره يوم غد الخميس وكذلك إثر عودته"، مع التأكيد على أن "خطوط التواصل مفتوحة مع الرئيس الحريري تماماً كما هي مفتوحة بين الأخير وبين القوى السياسية الأخرى."

ومع ان المعنيين أنفسهم نفوا عبر "النهار" وجود أزمة حقيقية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف عنوانها الصلاحيات في تأليف الحكومة الا انهم لم يقللوا أهمية تصاعد بعض ظواهر التباينات بينهما في الآونة الاخيرة، الامر الذي بات يفرض استعجال تذليل العقبات والتنسيق في شأن توسيع الاتصالات والمشاورات لئلا تدخل عوامل جديدة على المشهد الداخلي قد تنعكس مزيدا من التعقيد.

القوات في بعبدا

في الغضون سُجِّلت أمس خطوة إلى الأمام في العلاقة بين قصر بعبدا و"القوّات اللبنانية" مع زيارة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وتأكيد الأخير له، حسب مصادر اطّلعت على أجواء اللقاء أن لا مانع لديه من حصول "القوّات" على حقيبة سيادية في الحكومة العتيدة.

قالت مصادر "التيار الحر" لـ"اللواء" ان اسهل عقدة هي العقدة المسيحية، إذ انحلت باقي العقد الموجودة لتشكيل الحكومة، في إشارة إلى العقدة الدرزية التي وصفتها "بأم العقد"، مع ان الجانب الأساسي في هذه العقدة يتمثل في إصرار التيار العوني على توزير النائب ارسلان الذي انتخب بمفرده عن دائرة عاليه، بالاضافة إلى العقدة السنيّة.

وأكدت مصادر القوات اللبنانية عبر "الجمهورية" دعمها دور الحريري وجهوده التي لم تتوقف منذ لحظة تكليفه"، ودعت "جميع القوى السياسية إلى تسهيل مهمته، لأنّ مواجهة التحديات الاقتصادية غير ممكنة إلّا من طريق تأليف سريع يمهِّد لتطبيق خطة الرئيس الحريري الاقتصادية التي وضعها في مؤتمر "سيدر" من أجل بداية نهوض اقتصادي مدخله تأليف الحكومة".

وفي رسمها صورة الوضع الحكومي ترى أوساط «القوات» أن باسيل يريد فرض أمر واقع على رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر إصراره على أن يقتصر تمثيل الأخير على وزيرين وأن يأتي الثالث من حصة الوزير طلال أرسلان، وعلى أن تحصل «القوات» على 3 وزراء أو لا شيء. وتضيف: «بهذا الموقف يريد باسيل فرض أمر واقع على الرئيس المكلف أيضاً، وهو ما رفضه الأخير. وهناك تفاهم بين «القوات» والحريري على التمييز بين باسيل والرئيس عون في السعي إلى حلحلة العقد ودفع باسيل إلى التخلي عن محاولة فرض أمر واقع ولذلك اتفق مع عون والفريقين المسيحيين على أن يتم المخرج بينهما وأن يساعد رئيس الجمهورية في ذلك. وبهذا لا يكون الأمر صراعاً على الصلاحيات في تأليف الحكومة».

ورداً على سؤال عما إذا كان الفصل بين موقف باسيل وموقف عون ممكناً، خصوصاً أن رئيس الجمهورية يتبنى مطالب صهره على رغم التسريبات برفضه أفكار الفرزلي في سحب التكليف، قالت أوساط "القوات" لـ "الحياة" إنه على رغم الاعتقاد باستحالة الفصل بينهما، فإن جعل المشكلة مع الرئيس عون سيؤدي إلى نشوء وضع يصعب معه التوصل إلى حل لها. وحصر المشكلة بباسيل يبقي على احتمال التوصل إلى تفاهم مع رئيس الجمهورية لأنه سيحظى عندها برصيد من اجترح الحلول وتمكن من إحداث خرق في جدار الأزمة.

وتعتبر هذه الأوساط أن تحول الأزمة إلى أزمة صلاحيات بين الرئيسين يأخذ الأزمة إلى مكان آخر شديد الحساسية، فهل يعقل أن العهد و"التيار الحر" اللذين على صدام مع جزء من المسيحيين أي "القوات"، ومع الرئيس بري الذي يمثل نصف الشيعة، ومع جنبلاط الذي يمثل أكثرية الدروز، أن يصبحا أيضاً على صدام مع السنة ومرجعياتهم؟

وترى "القوات" أن باسيل ومحيطه "يعتقدان أنهما سينجحان في الضغط علينا وعلى الحريري وجنبلاط عبر لعبة ربح الوقت، ولهذا يتلكأ باسيل، عن قصد، في التجاوب مع الحريري، بينما عامل الزمن ليس لمصلحة العهد "القوي" على الإطلاق، لأنه هو الذي يستنزف رصيده نتيجة تعنت "التيار". وتؤكد الأوساط نفسها أن من الأفضل أن تبقى الأمور على ما هي عليه فلا أحد من المعنيين، سواء "القوات" أو "الاشتراكي" أو حتى الحريري مستعد للخضوع للابتزاز حول الوضع الاقتصادي وحول الحاجة إلى حكومة من أجل تطبيق مقررات "سيدر".

الكتائب: لحكومة اختصاصيين

في الموازاة، أيّد حزب الكتائب تأليف حكومة من الاختصاصيين والخبَراء الاقتصاديين. وأسفَ مصدر كتائبي عبر "الجمهورية" لـ"غياب الوعي السياسي المطلوب لحجم المخاطر التي يتعرّض لها لبنان سياسياً من خلال التأخير المتمادي في تأليف الحكومة نتيجة الإصرار على استبدال القواعد الدستورية والديموقراطية بالمحاصصات الفئوية". ونبّه إلى "أنّ الاستمرار في هذا النهج سيؤدّي إلى كارثة اقتصادية وإلى انهيار لبنان، وبعد ذلك لا يعود ينفع الندم". وقال: "لقد تسبَّبت المحاصصة السياسية في وصول المشكلات الاقتصادية والاجتماعية إلى ما هي عليه اليوم، فلماذا لا يتمّ اللجوء إلى خيار حكومة من الاختصاصيين والخبراء الاقتصاديين لمعالجة الأزمات الداهمة وإخراج لبنان من دائرة الخطر قبل فوات الأوان؟"

الحزب التقدمي الاشتراكي ثمَّن بدوره، جهود الحريري "في محاولةِ كسرِ الحلقة المفرَغة التي تدور فيها عملية تأليف الحكومة"، وتمنَّت مصادره عبر "الجمهورية" أن تخرج التشكيلة الحكومية في أسرع وقت إلى العلن "على قاعدة احترام نتائج الانتخابات النيابية وعدمِ السعي إلى إقصاء أو إضعاف أيِّ مكوّن من المكوّنات السياسية حفاظاً على التوازنات الداخلية في لبنان، وحرصاً على انطلاق العمل في الملفات الاقتصادية الاجتماعية التي أصبَحت ضاغطة جداً وتستوجب علاجاتٍ فورية".

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك