Advertisement

لبنان

إستراحة الأحد... بعيدًا عن حكاية إبريق زيت تأليف الحكومة!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
22-07-2018 | 01:01
A-
A+
Doc-P-495616-6367056720463339615b540f95d13e8.jpeg
Doc-P-495616-6367056720463339615b540f95d13e8.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

بعيدًا عن السياسة وأهلها، وبعيدًا عن حكاية إبريق زيت تأليف الحكومة، بعدما طوت مسألة التكليف شهرها الثاني وهي مقبلة، على ما يبدو إلى مزيد من المراوحة والتأجيل والمماطلة واللعب على عامل الوقت، فيطالعنا المعنيون بهذا التأليف كل يوم بخبرية جديدة تناقض ما قبلها، معتقدين أن هذه الحركات تنطلي على اللبنانيين الذين باتوا يفتشون عمّا يخفّف عنهم عبء الأوضاع المعيشية الضاغطة في مكان آخر، فيلجأون إلى ما يزيل عنهم بعضًا من هذه الضغوطات.

وبصريح العبارة لم يعد معظم اللبنانيين مبالين بالأخبار السياسية ولم يعودوا يتابعون تفاصيل حكاية "لولو والذئب" الحكومية، وما فيها من طلعات ونزلات، وما يعترض ولادتها من مؤثرات مصطنعة في أغلبها.

ما يهمّ اللبنانيون في هذه الأيام اشياء يبدو أنها لا تدخل في قاموس أولويات السياسيين، وفي ما يلي لائحة بأولويات هؤلاء اللبنانيين الذين بات يتملكهم شعور بأنهم متروكون وهم لا حول لهم ولا قوة:

أن ينعموا بالحدّ الأدنى من التغذية اليومية بالتيار الكهربائي، لأن فاتورة الموتورات الشهرية باتت موجعة، فضلًا عن إشتراك 5 أمبير لا يكفي لتقليعة المكيف في فصل الصيف الحارق.

ألاّ يضطّروا إلى دفع 30 ألف ليرة ثمن الف ليتر من مياه الصهاريج، مع "تربيح ألف جميلة"، بإعتبار أن الشبيبة الطيبة مش عم يلحّقوا لكثرة الطلبات ولكثرة شحّ مياه الدولة.

أن يتمكّنوا من إرتياد البحر وممارسة رياضة السباحة من دون أن يلاحقهم شبح التلوث وإصابتهم بشتى أنواع أمراض الجلد، على رغم التطمينات بأن بحر لبنان غير ملوث بالقدر الذي يشاع ويروّج له.

أن يرتادوا مطعمًا من دون الشعور بأنهم كان الأجدى بهم أن يودّعوا أهاليهم قبل تناول الطعام في غياب الرقابة المسبقة على جودة ما يُقدّم لهم. وفي حال كانوا محظوظين ولم يتسمموا فإن "الفاتورة الملغومة" ستشعرهم حتمًا بعسر هضم قد يحتاجون بعده لتناول ما يخفّف عنهم ما سبّبته لهم حرقة الأسعار الكاوية لما تبقى من معاش.

أن يتمكنوا من حضور المهرجانات، التي تلف المناطق اللبنانية بطولها وعرضها من دون إضطرارهم إلى رهن ما لديهم في المنزل من أثاث.

لا يغيب عن بالهم أن أشهر الصيف قصيرة وتمرّ بسرعة وأن ما ينتظرهم على ابواب الخريف مقلق ومخيف. فالمدارس على الأبواب، وهذا يعني الإستلاف على المعاش أو الإستدانة لدفع أول جزء من الأقساط، وما يترتب عليهم من مصاريف تسجيل دخول وثمن الكتب المدرسية والقرطاسية وتوابعهما.

الأ يضطّروا إلى "قتل" ما يقارب الـ 4 ساعات يوميًا على الطرقات، ذهابًا وإيابًا، مع ما يرافق هذه "الجريمة" من حرق للأعصاب والوقود.

ألاّ يكون ضحايا الرصاص الطائش في كل مرة ينجح إبن فلان بالشهادة الرسمية أو في كل مرّة يطلع لإبن فلان أول سن.

أن يكونوا محميين من تصرفات "أولاد الحرام"، الذين يستبيحون القوانين ويعتبرون أنفسهم أنهم فوق القانون ويبدأون بممارسة هواية "العنترة" على أولاد الناس "الأوادم".

أن يعودوا إلى منازلهم سالمين وألاّ يكونوا ضحية من ضحايا حوادث السير اليومية.

هذه هي بإختصار مطالب اللبنانيين، من دون الدخول في دهاليز ضمان الشيخوخة والطبابة والتعليم المجانين وضمان سياسية إسكانية مستدامة تمّكن شباب الغد من تملك شقة بمواصفات متواضعة تمهيدًا لتأسيس عائلات.

فإذا تحقق جزء يسير من سلة هذه المطالب تصبح مسألة تأليف الحكومة العتيدة أو أي حكومة أخرى من ضمن اللعبة السياسية المحصورة مفاعيلها بحدودها الطبيعية، التي لا يكون لتأثير تأخيرها أي مفعول سلبي أو إرتدادي على معيشة المواطنين العاديين.

 

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك