تترقب الأوساط السياسية، ما ستؤول اليه الساعات القليلة المقبلة، والخطوات والاتصالات التي سيقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري باتجاه العمل على حلحلة العقد الحكومية، والسعي الى تقديم تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية. وفي حين أشارت المعلومات الى امكانية عقد لقاء بين الطرفين هذا الاسبوع، لفتت صحيفة "اللواء" الى أن اللقاء من الممكن ان يعقد اليوم.
الجمود سيّد الموقف
وأشارت صحيفة "النهار" الى ان لا معطيات متوافرة عن ان أي تقدم على خط التأليف، لكن الحريري يملك تصوراً جديداً للحصص سيعرضه على الرئيس ميشال عون قبل نهاية الاسبوع الجاري، على ان يبحثا في التشكيلة المقترحة لحكومة لن تولد هذا الأسبوع في كل حال.
الاّ ان صحيفة "الجمهورية" لفتت من جهتها، الى ان الحريري سيزور بعبدا خلال الساعات المقبلة طالباً المساعدة على اتّخاذ قرارات نهائية في شأن التأليف، لأنّ الوقت لم يعُد يتيح الانتظار، من دون ان يحمل معه أيَّ مقترحات جديدة، بل سيَطلب البتَّ بالمقترحات التي كان قدّمها في الآونة الأخيرة لجهة توزيع الحصص الوزارية على الأفرقاء الذين سيتمّ تمثيلهم في الحكومة، وسيقول لِـ عون: "هذه تشكيلتي". وأوضح أمس أنه لم يحدّد أيَّ مهلة للتأليف وأنه غيرُ ملزم بأيّ مهلة.
مصادر في "القوات اللبنانية" لم تستبعد عبر "الجمهورية" ان يطرح الرئيس الحريري، خلال زيارته المرتقبة إلى قصر بعبدا، تصوراً لصيغة حكومية للتفاهم عليها مع الرئيس عون، وقالت ان هذا التصور يقوم على إعطاء "القوات" أربع حقائب، في مقابل عشرة مقاعد للفريق الرئاسي، أي تكتل "التيار الوطني الحر" مع حصة رئيس الجمهورية، وحقيبة واحدة "للمردة"، ويلحظ أيضاً ثلاثة مقاعد للحزب الاشتراكي يسميهم رئيسه وليد جنبلاط.
وبالتالي فان ما بات مؤكداً ان لا معطيات متوافرة تشي حتى الآن بتسجيل أي خرق في هذا الملف، بحسب صحيفة "الحياة" وبمعنى آخر فان لا حكومة هذا الاسبوع، وهذا ما عززته أمس مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري للصحيفة عينها، بأن "لا جديد في ملف تأليف الحكومة".
الاتصالات مستمرة
وعلى الرغم من الجمود المسيطر على عملية التأليف، الاّ ان الاتصالات لا تزال مستمرة في مسعى لتذليل العقبات، وتسهيل عمل الرئيس الحريري، وسجّلت صحيفة "الجمهورية" في هذا الاطار، لقاء في منزل الوزير غطاس خوري ضمه والوزير ملحم رياشي عن "القوات اللبنانية" والنائب وائل أبو فاعور عن الحزب الاشتراكي، فيما كان لافتاً للانتباه، موقفان بارزان اوحيا ان مسألة التأليف ما تزال عالقة في "عنق الزجاجة" على حدّ تعبير النائب عدوان بعد لقائه الرئيس برّي.
الموقف الأوّل أعلنه الرئيس الحريري، حين أكّد انه "ليس ملزماً بأي مهلة"، وأنه "لم يضع لنفسه أي مهلة للتأليف"، وهذا يعني عملياً ان مهلة الأسبوع أو الأسبوعين التي حددها قبل سفره إلى مدريد ولندن، لم تعد واردة في حسابات الرئيس المكلف.
اما الموقف الثاني، فهو التحذير الذي اطلقه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، من انه إذا لم تشكّل الحكومة هذا الشهر، فسنكون امام مشكلة على صعيد الموازنة، وبالتالي العودة إلى الاتفاق على القاعدة الاثني عشرية.
لا سلطة لأحد بسحب التكليف
وسط هذه الأجواء، تعلو الأصوات المعارضة لعدم تحديد مهلة زمنية لعملية تأليف الحكومة، وحثّ الرئيس نبيه بري على الدعوة الى جلسة نيابية تشاورية لمناقشة مسألة التأخير في تأليف الحكومة، وقد أكد الرئيس الحريري ان الرئيس بري يستطيع القيام بما يريد، ليس هناك من هو قادر على تعطيل عملِ مجلس النواب، مشيراً في المقابل، الى ان مجلس النواب لا يستطيع سحبَ التكليف أيضاً، فلِمَ هذه الجلسة؟
وفي السياق عينه نَقل زوّار الرئيس عون عنه قوله، بحسب "الجمهورية"، لدى سؤاله عن احتمال سحبِ التكليف من الحريري: "ليس لديّ أيّ سلطة لسحبِ التكليف من رئيس الحكومة المكلف".