Advertisement

لبنان

هل نطق الحريري بـ "كلمة سرّ" التأليف؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
31-07-2018 | 04:20
A-
A+
Doc-P-498307-6367056741390682525b601bd5d8dbf.jpeg
Doc-P-498307-6367056741390682525b601bd5d8dbf.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

خلال المرحلة الماضية، كان أصل النقاش السياسي في لبنان وبعيداً عن تفاصيل التأليف والتوزيع بين القوى السياسية، يتمحور حول ما اذا كانت عقدة تأليف الحكومة داخلية أم خارجية.

كان أصحاب النظرية الاولى يؤكدون أن العقدة لا علاقة لها بأي ضغط خارجي من اي طرف على آخر من البوابة اللبنانية، وكل ما يحدث هو معارك داخلية متشابكة ترتبط بالمعركة الرئاسية القادمة، وبالتوازنات في الحكومة العتيدة التي يتوقع لها الجميع العيش لفترة طويلة وربما حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون.

أما من يؤمن بالنظرية الثانية فلا ينفي أيّ أحد منهم كون المعطل هو داخلي (طرف او أكثر) لكن السبب هو خارجي، أي أن التعطيل يرتكز على إنتظار قوى داخلية لنتائج التطورات الخارجية، (العقوبات على ايران ومسارها، المعركة في سوريا، لقاء ترامب – بوتين) حتى أن البعض كان ينتظر مفاعيل ونتائج معركة الساحل اليمني.

بين الطرفين وجهة نظر لم تأخذ طريقها الى التسويق، تقول بأن التعطيل داخلي يقوده "حزب الله"، المستعجل للمفارقة للتأليف، وحلفاؤه يهدف إلى الوصول لاتفاق سياسي مع الرئيس المكلف لم يُعقد قبل التكليف، وبشكل محدد مرتبط بالعلاقة مع سوريا وتطورها.

تؤكد مصادر مطلعة أن "حزب الله" يريد حكومة تخرجه من دوامة ما قبل الانتخابات، بمعنى آخر يريد حكومة تفتح له باباً على انماء بعض مناطق نفوذه وبدء حملة مكافحة الفساد يروّج لها إعلامياً، لذلك فهو اتخذ قراراً حاسماً بعدم تعطيل الحكومة او عرقلة قراراتها مهما كانت الاهداف السياسية، بل وذهب الحزب اكثر من ذلك، اذ تلفت المصادر  إلى أن الحزب في حال اضطر الى اللجوء إلى الشارع للضغط على الحكومة سيلجأ من دون اي اعتكاف او انسحاب لوزرائه منها.

من هنا، ووفق المصادر فإن الحزب أراد اتفاقاً سياسيا قبل التأليف يسهل عمل الحكومة ويقلل مطباتها عندما تبدأ بالاجتماع.

وترى المصادر أن الإتفاق الذي رغب به الحزب حصل عليه فعلاً بعد قمة "ترامب ـ بوتين"، اذ تراجعت عندها أي امكانية للرهان على متغيرات خارجية دراماتيكية في مختلف المجالات، اضافة إلى حسم مسألة النازحين المرتبطة بشكل كبير بالتنسيق الرسمي اللبناني - الذي يرفضه الحريري - مع دمشق.

وتقول المصادر إن المبادرة الروسية كانت المخرج الملائم للرئيس المكلف الذي تلقفها من دون اي تردد وسارع الى عدم اعاقة تحول مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى مبعوث رسمي للحكومة اللبنانية بدل ان يكون مبعوثاً لرئيس الجمهورية فقط، بمعنى آخر وافق الحريري على التنسيق الرسمي اللبناني مع سوريا، وهذا ما لا يريد الحزب اكثر منه.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن موافقة الحريري على هذا الشكل من التنسيق الرسمي وربطه بإعادة النازحين سيتطور تدريجياً من دون اي اعتراضات داخلية تحرجه امام شارعه، في ظل المناخ الإقليمي الذي سينتشر خلال الاشهر المقبلة والذي سيفرض تنسيق عدد من الدول مع النظام السوري.

هكذا، ترى المصادر أن الحريري نطق بـ "كلمة سرّ" التأليف منهياً العوائق الاساسية التي عرقلت خلال المرحلة الماضية، ليصبح تأليف الحكومة أمام مهلة بسيطة من المناورات الداخلية التكتيكية البحتة، خصوصاً في ظل الحديث عن حلّ العقدة المسيحية والبحث الجدي والسريع بالعقدة الدرزية، ليدخل النقاش مسألة توزيع بعض الحقائب الخدماتية الاساسية...

 

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك