كتب جورج شاهين في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "النازحون: "الخطوات المتبادلة" بين لبنان وروسيا": "ينتظر لبنان عودة وفد روسي للبحث في خطة إعادة النازحين السوريين الى بلادهم وهو لم ينجز بعد ما عليه كما فعل الأردن أمنيّاً ولوجستيّاً وانضمّ الى مؤتمر "سوتشي" فلماذا لم يستعدّ لبنان بعد؟
خبتت الضوضاء الإعلامية التي واكبت المبادرة الروسية لإعادة مليون و700 ألف نازح سوري الى بلادهم. فعدا عن المعلومات التي نُشرت حول المبادرة وأهدافها لم تتسرّب بعد معلومات عن المرحلة التي تلت "الطحشة الدبلوماسية" الروسية ولا سيما الخطوات العملانية التي تشير الى كيفية إدارة عملية بهذه الضخامة والتي لم تشهدها أيُّ أزمة دولية منذ سبعينات القرن الماضي التي شهدت عمليات ترحيل شعبية كبيرة بين الدول الأفريقية التي عاشت أزمات وحروباً داخلية أو في ما بينها.
على هذه الخلفيات، أشار مسؤولون التقوا البعثة الروسية التي زارت بيروت الخميس الماضي أنّ لبنان ينتظر عودة موفدين روس لإطلاع اللبنانيين على حصيلة الحملة الدبلوماسية التي قادتها موسكو في مجلس الأمن الدولي وأوروبا لجسّ النبض بشأن إقامة عشرات "مراكز الإيواء" الموقتة في سوريا، وما يمكن أن تقوم به واشنطن لترجمة تفاهم الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في "هلسنكي".
كما ينتظر لبنان الأجوبة بشأن تفاصيل المبادرة التي عرضها الوفد الروسي بخطوطها الكبرى وما قصدته موسكو منها بالتفاهم مع واشنطن. كما ابلغ الروس لبنان بالموافقة السورية على برامج "العودة غير المشروطة" سياسيّاً وأمنيّاً، وبضمانة روسيا الساعية الى دور إنساني بعد العسكري والدبلوماسي.
لكنّ لبنان لم يبدأ بعد عمله لا سيما تشكيل وفده الى "لجنة التنسيق المشترَكة" بعكس ما فعله الأردن في أيام قليلة، ما سمح له بحضور "مؤتمر سوتشي" الإثنين الماضي بصفة مراقب.
فقد كشفت مراجع معنيّة بالملف أنّ الأردن شكّل فريقه الى عضوية اللجنة المشترَكة وعلى أكثر من مستوى دبلوماسي وحكومي وأمني وإداري وتقني ولوجستي. وهو فريق سيكون بإشراف وإدارة وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ماري قعوار التي كلّفت مهمة التنسيق مع المسؤولين الروس والمراجع المعنيّة بهذه المهمة بما تجمعه من ممثلي المؤسّسات الأممية والإنسانية.
وقياساً على التجربة الأردنية وما أنجزته عمان في ايام قليلة منذ أن تبلّغت بمقتضيات المبادرة الروسية لا يبدو أنّ لبنان قد جهّز نفسَه لهذه المهمّة المتشعّبة. فهو عليه أن يشكّل الفريق الذي سينسّق الاتّصالات مع المعنيّين من الروس ومختلف الهيئات الدولية والأممية والمحلية ومكتب ممثل الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دوميستورا. كما عليه أن تكون لديه الأرقام والإحصائيات الدقيقة التي تحدّد المخيمات العشوائية التي ينتشر فيها النازحون الراغبون بالعودة وتحدّد مناطق تواجدهم وعددهم والى أيّ منطقة ينتمون اليها في سوريا من أجل تسهيل عملية العودة وتنظيمها بما يضمن تنفيذها في أفضل الظروف اللوجستية والتقنية والميدانية والبشرية عدا عن حاجاتهم الى الأوراق الثبوتية والشخصية".
لقراءة المقال كاملاً إضغط هنا.