بناء على محضر منظم من قبل عناصر مكتب مكافحة المخدرات المركزي، تبيّن أنّه جرى الإشتباه بطرد بريدي مرسل عبر شركة DHL من المدعو "وليد.ع" الى الكويت. لدى إجراء الكشف على الطرد من قبل إدارة الجمارك، تبيّن انّه عبارة عن سجادة مصنوعة يدويّاً وموضوع بداخلها بشكل حرفي أثناء حياكتها حبوب مخدّرة، فتمّ تمزيق السجادة واستخراج الحبوب منها وعددها 15200 حبة وزنها 3.6 غرام قائم.
بنتيجة الفحص المخبري الذي أجراه المجلس الوطني للبحوث العلمية، الهيئة الوطنيّة للطاقة الذريّة على حبتين من الحبوب المذكورة، ظهر أنها حبوب كبتاغون.
بالتحقيق مع المدعو "وليد.ع" أمام مكتب مكافحة المخدرات، نفى علاقته بالطرد المرسل واستغرب وجود صورة هويته لدى شركة DHL ، مشيرا الى أنه قصد قبل توقيفه بثلاثة أيام شركة ألفا في منطقة حلبا لشراء شريحة جديدة وأبرز بطاقة هويته ونسيها هناك، وقد اتصل به أحد المستخدمين وأعلمه بالأمر، وقال أنّه كان بصدد الذهاب لإحضارها.
وقد أفاد المدعو "توفيق.ن" الذي يعمل سائقاً في شركة DHL أنّه ورده اتصال من إحدى الشركات مفاده وجود طرد بريدي يراد شحنه من لبنان الى الكويت فتمّ تكليفه بالإنتقال الى مقرّ الشركة في منطقة نهر إبراهيم حيث قابل مديرها "نديم.س" ( أردني الجنسيّة)، وأنّ هذا الأخير هو من سلّمه الطرد البريدي وأعطاه هويّة بإسم "وليد.ع". وبعرض الأخير على السائق أكد أن لا علاقة له بالشحنة وليس هو من سلّمه الطرد.
استدعي مدير الشركة على الفور أمام مكتب مكافحة المخدّرات المركزي، فذكر أنّ علاقة قربى تربطه باللبناني "سمير.هـ" وأنّ الأخير طلب منه في إحدى المرّات تأمين عنوان في الكويت، يريد أن يرسل إليه طرد بريدي كناية عن سجادة يدوية الصنع، ينوي تهريب حبوب "الفياغرا" بداخلها، كون تلك الحبوب غالية الثمن في الكويت وكثيرة الإستعمال، فأخبره أنّه يعرف عنواناً في الكويت كونه كان يعمل هناك في السابق، وأنّه اتصل بالـ DHL وعلم منها أنه بالإمكان أن ترسل سائقا الى المكان الذي يريده وانها بحاجة الى صورة عن هوية المرسل ورقم هاتفه.
وأضاف أن "سمير" مرّ به مساء فاصطحبه الى الطريق البحري في عمشيت وسلّمه السجادة وهاتف خلوي نوع نوكيا ومبلغ ألف دولار، فاتصل في اليوم التالي بشركة DHL واتفق معها على إرسال سائق الى منطقة إبراهيم، فحضر السائق وسلّمه السجادة ونظّم بوليصة بها، وعندما طلب هويته سلّمه هوية بإسم "وليد.ع" ووقع على بوليصة الـتأمين بهذا الإسم ودفع ثمن الشحنة 453 دولار أميركي.
وأكد "نديم" أن "سمير" هو من طلب منه عدم إستعمال هويته وتأمين هوية أخرى للتهرّب من الضرائب لدى الجمارك، وكان من السهل أن يستحصل على صورة هوية للأشخاص الذين يتقدّمون بطلبات للعمل في الشركة وقد وقع خياره على صورة هوية "وليد" التي استحصل عليها من مكتب السكرتيرة بحجة تأمين سائق للشركة وقام بتصويرها من دون أن تنتبه السكرتيرة.
وأشار المتهم الأردني أنّ "سمير" يعمل في تهريب المخدرات وسبق أن أوقف بهذا الجرم، مشيرا الى أنّ الأخير أخبره ان السجادة تحتوي على حبوب الفياغرا دون يعرف من قام بتوضيبها، ليعود ويقول أن "سمير" أخبره من البداية ان الحبوب هي حبوب كبتاغون وينوي تهريبها الى الكويت بواسطة سجادة يدوية الصنع، ليرجع وينفي معرفته بنوعها أمام قاضي التحقيق والمحكمة.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي الحلو، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بالمتهمين "سمير.هـ" (فار) و"نديم.س" (موقوف) وغرّمت كل منهما مبلغ خمسين مليون ليرة، وأنزلت العقوبة تخفيفاً بالنسبة للأخير الى السجن خمس سنوات والغرامة الى خمسة ملايين ليرة.