بعد أيّام من تلميح وسائل الإعلام الإسرائيليّة إلى نقل المعركة الإيرانية – الإسرائيليّة إلى لبنان، والتصريح غير الإعتيادي الذي أطلقه قائد هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق العميد عاموس يلدن الذي قال إنّ إيران غيّرت مؤخرًا سلوكها في المنطقة، وأنّه سبب التغييرات التي فرضتها روسيا في سوريا، انتقلت المعركة الإيرانية الإسرائيلية الى دولٍ أخرى من بينها لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق حملة "درع الشمال" لكشف وإحباط أنفاق هجومية تابعة لـ"حزب الله" على الحدود الشمالية.
الخطوة غير المفاجئة، أتت على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي قال إنّ قواته باشرت بهذه الحملة، مشيرًا الى أنّه خلال حرب تموز كشفت إسرائيل منظومة تحت أرضيّة لـ"حزب الله" في لبنان، زاعمًا أنّ الحزب مستمرّ مستمرّ بتطوير هذه البنية تحت الأرض كجزء من جاهزيته للقتال.
ولفت الى أنّه جرى تشكيل طاقم تكنولوجي استخباراتي لمتابعة "التهديد تحت الأرضي" للحزب منذ العام 2014، وأضاف: "جاء كشف حفر أنفاق حزب الله قبل ان تشكل تهديدًا فوريًا للمستوطنين"، متهمًا الحزب بتجاهل مقررات القرار الأممي 1701.
ووجّه أدرعي رسالة للحكومة اللبنانية قائلاً إنّها تتحمل مسؤولية كل ما يجري داخل الأراضي اللبنانية من الخط الأزرق شمالًا، زاعمًا أنّ "حزب الله يقوم بحفر هذه الأنفاق من المناطق المبنية داخل القرى في جنوب لبنان وبذلك يمس بدولة لبنان ويخاطر بالمواطنين اللبنانيين".
كذلك
فقد حذّر أدرعي "
عناصر "حزب الله" وجنود الجيش اللبناني"، ونصحَهم بالابتعاد عن أيّ مسار هجومي تمّ حفره من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي الإسرائيلية. وقال: "حياتكم بخطر. أعذر من أنذر".
من جانبها، أفادت "العربية" أنّ الأنفاق التي أعلنت عنها إسرائيل تقع في منطقة مستوطنة المطلة.
والجدير ذكره أنّ الحكومة الإسرائيلية كانت قد مدّدت ولاية رئيس الأركان غادي أيزنكوت لأسبوعين، أي سيبقى في منصبه حتّى منتصف كانون الثاني، كما أنّه أعلن إلغاء زيارة كانت مقرّرة الى ألمانيا، ما أثار تساؤلات حيال حربٍ مرتقبة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قام بزيارة إستثنائية إلى بروكسل، برفقة رئيس الموساد ومستشار الامن القومي، للقاء نظيره الأميركي مايك بومبيو، من أجل معالجة مشكلة أمنية متصاعدة في لبنان، ورجّحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يكون اللقاء مندرجًا في إطار التنسيق تمهيداً لعملية عسكرية فورية.
وفي آب من العام الحالي، أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية اسرائيلية تحاكي هجومًا على قرى لبنانية. ونقلت حينها وسائل اعلام اسرائيلية عن احد الجنرالات الاسرائيليين قوله: "علينا الاستعداد للحرب مع حزب الله".
وبحسب الاعلام الاسرائيلي، فإنّ نماذج هذه القرى تحتوي على مبان وبيوت قروية مؤلفة من 3 طوابق، بالإضافة إلى الأسواق والمساجد. هذا عدا الأنفاق والمغاور السرية الموجودة في تضاريس تلك المنطقة.
الى ذلك، أفادت "الميادين" أنّ عددًا من المناطق المحاذية للسياج أُعلنت كمناطق عسكرية مغلقة ولا تعليمات خاصة للسكان.
توازيًا،
قال المتحدث باسم القوات الإسرائيلية جوناثان كونريكوس لوكالة "فرانس برس" إن "أنفاق الهجوم" تلك لم تكن بدأت العمل بعد لكنه سيتم سدها أو هدمها"، من غير أن يحدد عدد الأنفاق أو يوضح الوسائل التي ستستخدم لهذا الهدف.