تحت عنوان إعادة النازحين.. والعلاقات: القرار ليس لبنانيّاً!، كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": العلاقة مع سوريا، والنازحون السوريون، ملفّان شديدا الحساسية ينقسم حولهما اللبنانيون، ويُعتبران جمرتين مشتعلتين تحت الحكومة الجديدة، وعلى طول المشهد السياسي الداخلي وعرضه.
ملفُّ العلاقة شائك ومعقد، فخصوم سوريا، من تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي الى جانب سائر القوى التي كانت منضوية تحت عنوان "فريق 14 آذار"، يرفضون بشكل قاطع إعادة ربط العلاقة مع دمشق نتيجة التاريخ الصدامي المباشر معها، وتاريخ وصايتها على لبنان ورعايتها ما سُمّي "النظام الامني اللبناني" وارتباط هذا النظام باغتيال الرئيس رفيق الحريري. ومجرّد عودة العلاقة ستبدو كمنح دمشق صكّ براءة، تعيد من خلالها إحياء تاريخ العلاقة الأسود معها.
وأما حلفاء سوريا وأصدقاوها من "حزب الله" وحركة "أمل" الى سائر مكوّنات "فريق 8 آذار"، يرفعون لواء إعادة ربط العلاقة مع دمشق من جديد، واعادتها الى مسارها الطبيعي في اسرع وقت، نظراً للتاريخ المشترك مع سوريا، ودعمها للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وباعتبار أنّ عودة العلاقة يفرضها التاريخ والجغرافيا، وتلبّي حاجة لبنان الى الباب السوري لينفذ منه الى سائر الدول العربية، فضلاً عن أنها تشكل الوصفة الملائمة والوحيدة لتخلّص لبنان من عبء النازحين السوريّين وتعيدهم الى بلادهم.
"اللبنانيون، حيال هذه المسألة كمَن يقاتل طواحين الهواء، ويتخبّطون في عناوين اقوى منهم، فمشكلة اللبنانيين أنهم يذهبون في ملفات تعنيهم بعيداً وصولاً الى نقطة اللاعودة، بحيث يكبّرون الحجر دائماً الى حدٍّ لا يعودون فيه قادرين على حمله أو قذفه في الاتجاه الذي يريدون".
يقدم هذه الخلاصة، مسؤول كبير، يعتبر أنّ تعقيدات ملف العلاقة أقوى واكبر من أن يقدِر أيُّ طرف داخلي على التحكم بها، او تطويعها بالشكل الذي يخدم موقفه سواءٌ نحو إعادة تطبيع العلاقة مع سوريا، أو نحو استمرار القطيعة معها.
وذلك لسبب بسيط جداً، وهو أنّ ملف العلاقة ليس فقط ثنائياً بين لبنان وسوريا، بل هو ملف إقليمي ودولي، لا يستطيع لا لبنان ولا سوريا أن يؤثرا فيه أو يتجاوزا اعتباراته و"الفيتوات" الموضوعة حياله والتي تجمّد العلاقة في موقعها الحالي أي "نصف علاقة مع سوريا"، ما يعني أنّ إعادة العلاقة الطبيعية بين لبنان وسوريا تحتاج الى قرار إقليمي ودولي كبير.
وعليه، يضيف المسؤول، فإنّ النظرتين اللبنانيتين المنقسمتين جذرياً حول ملف إعادة العلاقة مع سوريا، ما هما سوى فتيل اشتباك في ما بينهما، يتم إشعاله تبعاً للظروف التي تستجدّ حيال هذا الملف.
وفي الخلاصة وأمام المناخ الانقسامي اللبناني الذي يغيّره فقط "القرار الإقليمي والدولي"، تبقى صورة العلاقة على حالها، ومَن يريد العلاقة مع سوريا ومَن لا يريدها على الإطلاق، لا يبدوان مستعدَّين، او بالاحرى قادرَين على تقدّم أيٍّ منهما ولو خطوة إيجابية واحدة تجاه الطرف الآخر. وهذا يوصل الى استنتاج أنّ أيَّ كلام يقال من هذا الجانب أو ذاك عن تغيير في العلاقة القائمة حالياً، لن تكون له أيُّ ترجمة على ارض الواقع.
لقراءة المقال كاملاً
اضغط هنا.