فتحت تداعيات قرار الحكومة البريطانية وضع "حزب الله" بجناحيه السياسي والعسكري على لوائح الإرهاب، ملفات الاختراق الإيراني للطبقة السياسية في بريطانيا، واعتبرت أن استهداف "حزب الله" قد يكون مقدمة لتحوّل عام للسياسة البريطانية حيال طهران ولوبياتها في المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من أن الترجيحات التي تتحدث عن أن مجلس العموم البريطاني سيصادق على قرار وزير
الداخلية ساجد جاويد، وأن حزب
العمال لن يعارض هذا
القرار، فإن كلاما يدور حول مواقف زعيم الحزب، جيرمي كوربين، من إيران، لاسيما أنه لطالما عرف بمحاباته لطهران وعلاقته مع أذرعها في
المنطقة.
ولا يكتفي اللوبي الإيراني في بريطانيا بالسعي إلى تحسين
صورة طهران في الأوساط السياسية، بل يدافع عن "حزب الله" بشكل علني ويدفع باتجاه جمع قيادات في حزب
العمال مع أعضاء في
حزب الله.
ويعد نورمان لامونت رئيس غرفة التجارة البريطانية الإيرانية ووزير الطاقة البريطاني أثناء اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ووزير
المالية بين 1990 و1993، أشرس المدافعين عن النظام الإيراني، حيث يعدّ إيران الدولة الديمقراطية الوحيدة في
المنطقة. ويدفع لامونت باتجاه دعم تحركات اللوبي الإيراني في المملكة المتحدة.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن حزب
العمال البريطاني لن يعارض التعديلات الحكومية، والتي يعدّ أبرزها توسيع الحظر المفروض على الجناح العسكري لحزب الله ليشمل الحزب ككل.
ويلفت مراقبون سياسيون إلى أن تصويت حزب
العمال المرجح يكشف عن استجابته لمناخ بريطاني ودولي يتّجه نحو الوقوف ضد سلوكيات إيران التي باتت مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وفق خلاصات مؤتمر وارسو الأخير، ومهددة للأمن العالمي بما في ذلك أمن بريطانيا، من خلال تمسك طهران بالغموض المتعلق بالبرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية.
وقد يكون تماهي حزب
العمال مع حزب المحافظين في الموقف من "حزب الله"، ثمرة ضغوط داخلية تمارس على كوربين. ومع ذلك، فإن حزب
العمال لن يقدم مصادقته دون استغلال المناسبة لمهاجمة حكومة المحافظين.