Advertisement

لبنان

خلفيات وأهداف "التركيز الأميركي" على لبنان

Lebanon 24
06-03-2019 | 18:03
A-
A+
Doc-P-563340-636875141893147634.jpg
Doc-P-563340-636875141893147634.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
قبل يومين جاء نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت، حيث التقى مسؤولين وقيادات سياسية، وهدفت زيارته الى أمرين أساسين: الأول هو التحضير والتمهيد لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في أول زيارة لوزير خارجية أميركي الى لبنان في عهد دونالد ترامب ستتم في نطاق جولة ثانية له في المنطقة، والثاني هو إشعار الحكومة الجديدة أنها تحت المراقبة الأميركية، والتأكيد على المسؤولين اللبنانيين ضرورة التكيف مع السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة.
Advertisement

حول زيارة ساترفيلد يمكن تسجيل الملاحظات التالية:

هذه الزيارة تأتي في ظل تطورات إقليمية مهمة نتيجة تصاعد حملة الضغوط التي تقودها واشنطن على إيران، انطلاقا من مؤتمر وارسو وتحت عنوان إخراج إيران عسكريا من سورية واحتواء دورها ونفوذها الإقليمي، بما يطول دور حزب الله المتنامي في المنطقة وداخل لبنان وعلى مستوى الحكومة وقرارها.

ساترفيلد استهل زيارته بلقاء خاص ومميز مع القوات اللبنانية بحضور السفيرين البريطاني والأميركي.
فقد درج المسؤولون الأميركيون، وخصوصا مسؤولي وزارة الخارجية، أن يستهلوا زياراتهم بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ولكن هذا "التقليد" يجري خرقه الآن، ليس فقط لأن جنبلاط لم يعد في الموقع السياسي المؤثر على مجريات الوضع وعلى المعادلة السياسية، وإنما لأن القوات هي التي تقدمت الى دور سياسي قيادي على مستوى الفريق السياسي الحليف لأميركا، وهي القوة المسيحية واللبنانية الأبرز التي تتماهى مع السياسة الأميركية في لبنان وتحافظ على تحالف مع واشنطن الى درجة أنها القوة السياسية الوحيدة التي لا علاقات لها مع روسيا ولا زيارات.
كان من اللافت أن يبدأ ساترفيلد زيارته بلقاء مع القوات اللبنانية، ليس فقط للتعرف الى وزراء القوات الجدد، وإنما للقول من خلال هذا اللقاء ان الولايات المتحدة تنظر الى القوات كونها قوة أساسية في لبنان في تأمين التوازن الوطني المطلوب، وتشكيل الضمانة على المستوى السيادي داخل الحكومة، إضافة الى أنها تشكل قوة إصلاحية أساسية يمكن الاتكاء عليها لأجل بناء دولة حديثة في مرحلة عنوانها إعادة بناء الدولة اللبنانية.
ولذلك، كان حرص من ساترفيلد على لقاء وزراء القوات للإطلاع على المشاريع التي تفكر فيها والتحديات الاقتصادية، وكيفية مقاربتها لسياسة النأي بالنفس الإقليمية ولملف النازحين السوريين.

حصر ساترفيلد لقاءاته مع فريق من لون سياسي معين كان يسمى سابقا "فريق 14 آذار": القوات اللبنانية، وليد جنبلاط، سامي الجميل. أما لقاؤه مع الوزير جبران باسيل، فكان بصفته وزيرا للخارجية وممثلا للرئيس ميشال عون، مع الإشارة هنا الى تحسن في أجواء العلاقة السياسية والشخصية بين باسيل ومسؤولي الخارجية الأميركية، وفي النظرة الأميركية الى باسيل و"ديناميته وواقعيته"، والتي عبر عنها ديفيد هيل في زيارته الأخيرة في مجلس خاص من خلال العشاء الذي أقامه النائب ميشال معوض في منزله.

المحادثات التي أجراها ساترفيلد في بيروت توزعت على المحاور والملفات التالية:
الإصلاحات وضرورة الإسراع فيها للحصول على مساعدات، مع التركيز على الوضعين المالي والاقتصادي وأهمية حسن إدارة المال العام.
وجود حزب الله ودوره في الحكومة، لجهة التزام الحكومة حدودا مقبولة من التوازن وعدم انجرافها لمصلحة الحزب وإيران، ولجهة قدرة المسؤولين على مقاومة ضغوط حزب الله وخياراته السياسية.
ملف مكافحة الفساد الذي يعصف بالدولة اللبنانية وإمكانية أن يتيح لحزب الله فرصة الخرق والنفاذ الى تحقيق غاياته.
موضوع النازحين انطلاقا من أن واشنطن ليست مع المبادرة الروسية وليست مع عودة النازحين قبل الحل السياسي وإعادة الإعمار، وإن أبدت تفهما للإلحاح اللبناني على عودة آمنة وطوعية.
ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والنقاط المتنازع عليها، وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة.

الانطباعات التي خرج بها مسؤولون وسياسيون بعد لقاءاتهم مع ساترفيلد تلخص في هذه النقاط:
زيارة ساترفيلد مرتبطة مباشرة بجولة بومبيو في المنطقة التي تمت على مرحلتين حاملا معه الملف الإيراني واستراتيجية تقويض دور إيران الإقليمي الذي يساهم في تقويض استقرار المنطقة.
الزيارة لا تغير شيئا في ميزان القوى الداخلي وقواعد اللعبة.
المصدر: الانباء الكويتية
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك