كتب عماد مرمل في صحيفة "الجمهورية": تستمر حادثة قبرشمون في إلقاء ظلالها القاتمة على الساحة الداخلية، بينما يتحصّن المعنيون بها خلف مقارباتهم السياسية والقضائية التي لا تزال متباعدة ومتعارضة، وسط تمسّك
النائب طلال ارسلان والتيار الوطني الحر بإحالة هذا الملف الى المجلس العدلي، ويرفض الحزب التقدمي الاشتراكي وأصدقاؤه حتى الآن هذا الطرح.
على المسار الأمني، سلّم الاشتراكي الجمعة الماضي 2 من المطلوبين، لكن عُلم أنه جرى في المقابل الافراج عن 3 موقوفين بعدما تبيّن أنه ليست لهم علاقة بموقعة قبرشمون. أمّا الموقوفان الاثنان، فقد طلبهما فرع المعلومات بالاسم وهما جزء من لائحة المطلوبين الاساسيين الموجودة لدى الاجهزة الامنية، في حين أنّ الموقوفين المفرج عنهم كان قد سلّمهم الاشتراكي طوعاً قبل أيام.
وبينما يواصل الوزير جبران باسيل جولاته المناطقية المرفقة برسائل لا تخلو من اللهجة القوية، أطلق الاشتراكي بدوره حملة "علاقات عامة" في اتجاهات عدة لشرح وجهة نظره حيال ما حصل في قبرشمون، حتى بَدا كأنّ هناك سباقاً بين الجانبين عبر "الجغرافيا السياسية"
اللبنانية.
وبعدما التقى وفد من الاشتراكي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ورئيس حزب القوات
اللبنانية سمير جعجع، يزور اليوم رئيس حزب الكتائب
النائب سامي الجميّل، على أن يلتقي الخميس المقبل رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في بنشعي، فيما يستعد باسيل العائد من الشمال لزيارة الجنوب قريباً.
يبذل حزب الله من خلف الكواليس جهداً لضبط الانفعالات والتوترات التي ترتّبت على حادثة الجبل، تحت سقف اعتماد المعالجة الهادئة والعادلة، فيما عُلم أنّ جنبلاط طلب منذ ايام من مسؤولي الاشتراكي وقف الردود والتعليقات على الموقف الذي أطلقه الوزير محمود قماطي من خلدة بعد ساعات من واقعة قبرشمون، وبالتالي الامتناع عن الخوض في أي سجالات حادة مع "الحزب"، ما يؤشّر الى أنّ جنبلاط ربما تبلّغ، حرص الضاحية على وحدة الجبل وعدم المساهمة في تأجيج الاحتقان في البيت الدرزي الداخلي.
وتفيد المعلومات أيضاً أنّ جنبلاط عمّم على وكلاء الداخلية في الاشتراكي والكوادر الحزبية في الشوف وعاليه ضرورة حضور قداديس الاحد، والتواصل مع رجال الدين المسيحيين ومسؤولي القوات والكتائب والاحرار في بلدات الجبل وقراه، كذلك وجّه جعجع طلباً مماثلاً الى "القواتيين"، بعد الاتفاق مع قيادة الاشتراكي على تعزيز التواصل المتبادل في المنطقة.
والى حين تبيان الاتجاه الذي سيسلكه ملف حادثة قبرشمون على الصعد الامنية والقضائية والسياسية، إستفاض الاشتراكي في شرح روايته السياسية - الميدانية لِما حصل، خلال الاجتماعين اللذين ضمّا النواب أكرم شهيّب ونعمة طعمة وهادي ابو الحسن وأمين السر العام ظافر ناصر الى كل من الراعي في بكركي وجعجع في معراب.
لقراءة المقال كاملا
اضغط هنا