نظم "حزب الله" بالتعاون مع بلدية الرمادية، إحتفالا تكريميا للناجحين في الشهادات
الرسمية في حسينية بلدة الرمادية الجنوبية، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة"
النائب السيد نواف الموسوي إلى جانب عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من أهالي الطلاب المكرمين.
وألقى الموسوي كلمة جاء فيها: "ان الخطين الأحمرين على
العلم اللبناني هما من دمائنا، فالخط الأول هو في مواجهة العدو الصهيوني، والخط الثاني هو في مواجهة العدو التكفيري، ولولا هذان الخطان لما كان لأرزة أن تخفق، ولما كان للون الأبيض أن يزهر في بساتيننا وفي مروجنا، ولذلك نحن لا ننسى الشهداء، فهم الحاضرون بيننا ولكن لا نشعر، ونحن لا ننسى مجاهدينا الآن في
سوريا وفي غيرها وهم يذودون عنا، فنحن لم نتوقف عن المواجهة منذ أن انطلقنا في عام 1982، واليوم حين نرى العدو الصهيوني يستفرد بأخواتنا وإخواننا في المسجد الأقصى، فإن دماءنا تغلي، ولكن الذي يتحمل مسؤولية استفراد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى هو الذي طعن المقاومة في ظهرها وفي ظهيرها".
واردف: "إن الذي شن العدوان على
سوريا بغية إسقاطها من موقعها المقاوم وبهدف الالتفاف على المقاومة من وراء ظهرها، هو اليوم الذي سمح للعدو الصهيوني أن ينصرف إلى محاولة تهويد المسجد الأقصى دون أن يتحرك العالم الإسلامي الذي انشغل بجرائم التكفيريين وفظائعهم، فكيف للمسلمين
الذين رأوا بأم أعينهم كيف تقوم المجموعات التكفيرية بتدمير المساجد والمقامات أن تبقى لهم نخوة تدفعهم للاهتمام بما يجري بالمسجد الأقصى وهو على حافة الهدم والتدمير، وبالتالي فإن الأيدي التكفيرية التي امتدت إلى المسجد والمقامات بالتفجير والتدمير هي التي تمهد للعدو الصهيوني للقضاء على المسجد الأقصى، ولذلك فإن أول عمل ينبغي القيام به من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني المستفرد هو إغلاق الجرح السوري ووقف العدوان على
سوريا المقاومة، وعلى المقاومة في ظهرها وظهيرها، وذلك بأن تتوقف الأنظمة العربية الداعمة للتكفيريين
الذين يقاتلون في
سوريا عن مدهم بأسباب القوة والاستمرار، فإذا فعلت ذلك تكون قد خطت خطوة متقدمة في مجال إنهاء المحنة السورية التي ستكون طريقا لإنهاء المحنة الفلسطينية، لأن العدو الصهيوني ما كان ليتجرأ على المسجد الأقصى إلا بعد ما أصاب
سوريا من
عدوان عليها، فلو أننا كنا ولا نزال نحن وإخواننا السوريون على أهبة الاستعداد في مواجهة العدو بكامل قوتنا وعديدنا وعدتنا لما أمكن للعدو أن يصل بجرأته إلى ما وصل إليه، ونحن يعرفنا الجميع كما يعرفنا العدو الصهيوني أننا لازلنا في خانة من يواجهه وبقوة، وأننا لسنا من
الذين يسكتون على المساس بالمسجد الأقصى، إلا أن ما فعلته الأنظمة العربية هو ما جعل حال الفلسطينيين على ما هو عليه".
وقال: "يا أيها اللبنانيون من عكار إلى جرود جبيل إلى الهرمل وإلى كل مستضعف وفقير، إسمعوا جيدا فهم لا يأبهون لكم، بل لهم مشروع واحد هو كيف ينهبون المال العام وقد نهبوه بخطة محكمة للسيطرة على مفاصل الدولة وعلى مراكز المجتمع المدني والأهلي والسياسي، فبات بإمكانهم إلقاء القبض على قلب بيروت وقلوب اللبنانيين جميعا، إننا نخاطب ابن عكار وابن البقاع ونسأله على ماذا حصل من الديون المتراكمة غير أنها تدفعه إلى الهجرة فيموت في مراكب الغرق، فهل نسينا ما جرى منذ بضعة أشهر عندما غرق اللبنانيون في الطريق إلى ماليزيا وأندونيسيا، فعلى ماذا حصل المستضعفون في لبنان من أصحاب نهج الفساد
الذين ما كان همهم لا تنمية ولا تطوير ولا حداثة ولا إعادة إعمار، فكيف تفسر هذه المفارقة، حيث كان هناك موظف زميلا لآخر وكلاهما في البنك نفسه، ولكن أحدهم ديونه تزيد عليه، والآخر بلغت ثروته ما فوق المليار وأصبح مالكا لأراض شاسعة، فضلا عن موقعه السياسي الذي حصل عليه".
وختم الموسوي: "اننا ندعو اللبنانيين إلى أن يتجاوزوا انقساماتهم السياسية وغيرها وأن يلتفتوا لمواجهة الفساد الذي بدأ منذ عام 1992 وما قبلها بقليل حين سيطر الأخطبوط على مرافق الدولة والمجتمع وأفقر الشعب، ولذلك فإننا اليوم وفي مواجهة هذا الفساد المستشري نقف لنقول إننا وكما اعتمدنا في التحرير على ذواتنا فإننا مضطرون في الاعتماد بالتنمية على ذواتنا أيضا، ومن هنا فإننا نشكر الإخوان والأخوات
الذين تصرفوا بحكمة وكرم حين أخذوا على عاتقهم أن يكمل عدد من الخريجين تعليمهم العالي على نفقته الخاصة، فنحن لا يمكننا النهوض إلا هكذا، ولا نستطيع النهوض متكلين على دولة سرقتها شركة، بل إننا مضطرون للاعتماد على قدراتنا، وكما أخرجنا المحتل من أرضنا وواجهنا العدو التكفيري ووضعنا سدا مانعا يحول دون وصوله إلى لبنان سنربح معركة التنمية معا، وكما تقاسمنا دماءنا معا سنتقاسم التنمية معا".