ربطت صحيفة "ذا ناشيونال" بين عملية إطلاق سراح السائح الأميركي، سام غودوين (30 عاماً)، من سوريا، التي توسط فيها اللواء عباس إبراهيم، و"لعبة الشطرنج الغامضة في الشرق الأوسط".
في تقريرها، وصفت الصحيفة احتجاز غودوين بعد ساعات على دخوله القامشلي الخاضعة لسيطرة الجيش السوري في أيار الفائت بـ"الحدث العشوائي ظاهرياً"، مشيرةً إلى أنّه اضطلع بأهمية كبرى نظراً إلى مسرح سوريا الجيو-سياسي واعتماد الرئيس السوري بشار الأسد على إيران المنخرطة حالياً بـ"أعمال عدائية تتصاعد حدتها مع الولايات المتحدة الأميركية".
وفي هذا الإطار، استبعدت الصحيفة أن تكون دمشق قد عمدت إلى إطلاق سراح المواطن الأميركي من دون استشارة طهران. وتابعت الصحيفة بالقول إنّ دمشق أطلقت سراحه بعدما تأكّدت من أنّه ليس صحافياً أو عاملاً في المجال الإنساني، وذلك بعد دخوله الأراضي السورية من دون تأشيرة دخول آتياً من العراق.
بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن شخص مطلع قوله إنّ العائلة فقدت الاتصال مع غودوين بعد يومين على دخوله إلى سوريا في 25 أيار الفائت، وتأكيده أنّه ظلّ محتجزاً لمدة 62 يوماً بعدها. ولفتت الصحيفة إلى أنّ والديْ غودوين أصدرا بياناً مقتضباً شكرا فيه إبراهيم على دوره المساعد في عملية التفاوض من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
بالعودة إلى "ذا ناشيونال"، رأت الصحيفة أنّ إطلاق سراح غودوين يتنافى مع التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران، مفترضةً إمكانية إفساح هذه الخطوة مجالاً لحل الأزمة الناتجة عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
عن إبراهيم، قالت الصحيفة إنّه ينتمي إلى الطائفة الشيعية، ويتمتع بشبكة علاقات إقليمية واسعة، واصفةً إياه بإحدى شخصيات المشهد السياسي اللبناني. وفي هذا الصدد، ذكّرت الصحيفة بدور إبراهيم بإطلاق سراح اللبناني نزار زكا، ناقلةً عن الأخير قوله إنّ إطلاق سراحه هو بمثابة رسالة تفيد بأنّ إيران تريد فتح باباً للتفاوض.
من جهته، رأى العميد المتقاعد نزار عبدالقادر أنّ كلاً من غودوين وزكا شخصيتان "غير مهمتيْن"، ملمحاً إلى أنّ هذا الواقع صب في مصلحتهما. وفي تحليله، لفت عبدالقادر إلى أنّ حالات كهذه يُحتمل أن تفسح مجالاً ضئيلاً جداً أمام تحقيق اختراق سياسي، مستشهداً بفشل الوساطات رفيعة المستوى بين طهران وواشنطن منذ زيارة رئيس الوزراء الياباني سينزو آبي إيران في حزيران الفائت.
في ما يتعلق بدمشق، لم تستبعد الصحيفة أن يكون النظام السوري "مهتماً جداً" ببعث رسائله الخاصة إلى واشنطن، على الرغم من أنّه يدور في فلكيْ موسكو وطهران، وذلك في ظل قرار عزله على يد الغرب وعجزه عن تأمين أي مبلغ هام لأموال إعادة الإعمار.
ختاماً، لفتت الصحيفة إلى أنّ وقت التقارب بين دمشق وواشنطن عبر إطلاق سراح المحتجزين "تأخّر كثيراً"، موضحةً أنّ المسؤولين الأميركيين يحمّلون النظام مسؤولية اختفاء 6 أميركيين على الأقل، بينهم الصحافي أوستين تايس المفقود منذ العام 2011.
المصدر:
ترجمة "لبنان 24" - The National - NYT