لا تزال أزمة ملفّ "الجمارك" مشتعلة، حيث أنه وعلى رغم صدور النتائج بعد تأخير دام لسنوات، عادت التجاذبات السياسية لتدخل على خط تعيين الناجحين لتصبح معها نتائج مباراة دورة "خفراء الجمارك" قد صدرت مع وقف التنفيذ!
وإذ ناشد بعض الشبان الناجحين على لائحة الانتظار الطويل "لبنان 24" عبر منصّة "تويتر"، إيصال صوتهم الى المعنيين، استطاع موقعنا التواصل معهم للإضاءة مجددا على قضيتهم على أمل أن يكون لصرختهم صدىً مسموع لدى المسؤولين.
واعتبر احد الشبّان المقبولين على لائحة النتائج في اتصال مع موقعنا أن "ما حصل هو ظلم أطاح بمستقبل عدد كبير من الفائزين في المباراة، حيث أن البعض منهم قد تنازل عن رغبته بالالتحاق بعمله حتى وإن جرى تعيينه، ذلك لأن فرحة النجاح فقدت بريقها مع فقدان الدولة لهيبتها من خلال عجزها أمام اتخاذ اصغر قرار لمصلحة أبنائها".
وأضاف: "عشنا سنوات من الانتظار كانت أطول علينا من عمرٍ كامل، معلّقين بين الارض والسماء لا نعرف من أين نبدأ وأين سننتهي، وبعد صدور النتائج بتنا نردد "يا فرحة ما تمّت"، لكننا ما زلنا نتمسك بالأمل مناشدين ضمائر المعنيين لترأف بنا نحن الذين أضعنا من حياتنا ست سنوات من الرجاء علّنا ننال حقوقنا".
مما لا شكّ فيه أن الغبن الذي وقع على الناجحين في دورة "خفراء الجمارك" ليس الا جزءاً من أمرٍ واقعٍ في هذا الوطن الذي يعاني معظم شبابه من البطالة نتيجة انشغال الدولة بالنكايات والمحاصصات، الا أنّ الحالة هنا تبدو أكبر من حجة الوقوف على احترام الأسس والقوانين واعتماد معياري الكفاءة والمناصفة، بل تدخل ضمن دائرة الضغوطات السياسية والمناكفات بين طرفي القرار.
ويبقى السؤال حول ملف "الجمارك" في ذمة المسؤولين في لبنان وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون، فهل يبادر "بيّ الكل" الى إيجاد حلّ لهذه الأزمة ويضعها ضمن أولوياته ناظراً بعين الرحمة والعدل الى من أنصفتهم الكفاءة فظلمهم الوطن؟