Advertisement

لبنان

جنون "السوشيل ميديا".. حفلات "العنصرية" و"الدعارة"!

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
23-09-2019 | 03:00
A-
A+
Doc-P-628277-637048298566486394.jpg
Doc-P-628277-637048298566486394.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
حدثان تصدّرا قائمة "الترند" على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، "الكاريكاتور" العنصري الذي نشرته قناة الـ"OTV" من جهة، وحفلة المجون التي أدّت بطولتها، ثلاثية "قمر - أنجي خوري - ميريام طي" من جهة ثانية!
Advertisement

ومع الاختلاف الشكلي بين "الضجّتين"، غير أنّ المشترك إن من حيث إحياء خطاب الكراهية ورفع صوت التنمر والعنصرية، أو من حيث الأفكار التي يتم الترويج لها والتي تسمم المتلّقي إن لم يكن محصنّاً، يضعهما في خانة واحدة.

فالـ"OTV"، التي لم تستسغ سياستها كلام وزير التربية أكرم شهيب بأنّه لن يقبل بأن يبقى أيّ طالب خارج المدرسة مهما كانت جنسيته، علّقت على تصريحاته بصورة تظهر طالبين لبنانيين أمام مدرسة علّقت على بابها "يافطة"، كتب عليها "نعتذر منكم المدرسة ممتلئة بالسوريين والعراقيين والفلسطينيين والهنود والزنوج والأحباش والبنغلادشيين".

ومع أنّ القناة تراجعت عمّا نشرته، حاذفة إياه عن موقعها وجميع وسائطها، إلا أنّ المضمون العنصري الذي تخطّى كل الحدود، أحدث صدمة بين الناشطين، الذين استهجنوا هذا الخطاب الذي لجأت إليه القناة والذي امتد إلى تمييز عرقي، فكلمة الزنوج المستخدمة فيها إشارة لذوي البشرة السوداء، ووضعهم في مرتبة أقل من أقرانهم!

يذكر أن "التيار الوطني الحر" كان قد أعاد في وقت سابق مصطلح "اللبناني - الفينيقي" إلى الواجهة، وتحدث أيضاً عن اللبناني الأصيل واللبناني غير الأصيل، إلا أنّ "الكاريكاتور" الفاقع بالكراهية كان أصعب من أن "يهضم"!

وتزامناً مع ضجّة "الكاريكاتور"، وموجة الاستنكار، كانت موجة ثانية تتضخّم في مكان آخر من هذا العالم الالكتروني الواسع.. شتائم وكلمات نابية و"عهر" و"دعارة" في فيديوهات بطلاتها 3 نساء يشكلن إساءة لصورة المرأة سواء في لبنان أو في سوريا أو في أي مكان آخر!


هؤلاء الثلاث اللواتي اتخذن الجسد وسيلة للشهرة، والإيحاءات الجنسية خطّاً لجذب نسب مشاهدة، حولّن الواقع الالكتروني لنسخة مصغّرة عن موقع "بورنو"، ولعلّ الخطر الذي يشكلنّه هو أخطر من المواقع الإباحية، فتلك المواقع يمكن تقييدها وحماية الأطفال منها، بينما هؤلاء "متاحات"، لأيّ مشاهد بغض النظر عن الفئة العمرية!

هذا الجنون الذي شهدته مواقع التواصل أمس، يظهر بأيّ "قاع" أصبحنا، وأيّ خطاب بات يسطو على لغتنا.. نحن اليوم أمام انهيار حادّ في الأخلاق بعدما انهار كل شيء في هذا الوطن الضيّق. فمواقع التواصل تحوّلت إلى مواقع "انفصال" اجتماعي بل وانفصام، الضحية بين صفحاتها هي الفئة المستضعفة المهمشة، فيما القوي و"المتسلطة" هو ذاك الناشط الذي لديه آلاف المشاهدات والتي بدلاً من استثمارها لصالح المجتمع، يحوّلها إلى "بوق" للتنمر و"قذف" الأخر!


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك