بعد مرور أيام على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حجب مساعدات عسكرية عن الجيش بقيمة 105 ملايين دولار، نقلت الصحافية جويس كرم عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية تأكيده أنّه "لم يتم تأخير أي نفقات أو مشتريات في ما خص المعدات العسكرية ضمن إطار برنامج التمويل العسكري الخارجي"، من دون أن يوضح ما إذا كان قرار تجميد المساعدات ما زال قائماً.
وقال المسؤول في "الخارجية": "باعتباره ذراع الدفاع الشرعية الوحيدة للحكومة اللبنانية، تظل الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز قدرة القوى اللبنانية المسلحة لتأمين حدود لبنان، والدفاع عن سيادته والحفاظ على استقراره". في السياق نفسه، أكّد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أنّ برنامج التدريب والتجهيز (تنفّذه "الخارجية") مستمر.
على مستوى قرار حجب المساعدات، لفتت كرم إلى أنّ المسؤول في "الخارجية" لم يؤكد ولم ينف ما ورد في تقرير وكالة "رويترز"، قائلةً: "يمكن لعملية حجب من هذا النوع أن تكون موقتة، ويمكن أن تُرفع قبل حلول موعد تسليم المساعدات المقبلة".
وأوضحت كرم أنّ الأخذ والرد يدل إلى وجود انقسامات داخل الإدارة الأميركية حول مستقبل المساعدات للبنان، وذلك بين الصقور الذين يؤيدون تجميدها، والبنتاغون و"الخارجية" اللذيْن يضغطان من أجل استمرارها.
وقال المسؤول: "أعربنا بوضوح عن قلقنا من العنف واتخاذ خطوات استفزازية بالنسبة إلى المحتجين"، في حين وصف مسؤول أميركي بارز آخر الانتفاضة بأنّها "جديرة بالملاحظة"، معرباً عن قلقه بشأن "الاستقرار". وفي هذا السياق، كتبت كرم أنّ واشنطن تعتبر الاحتجاجات في لبنان بمثابة "تطوّر ملحوظ"، ناقلةً عن المسؤول الأميركي البارز قوله إنّ اللبنانيين أعربوا عن مطالبهم "بطريقة غير طائفية وسلمية". وتابع المسؤول بالقول: "كل ما كان عليهم فعله هو إجراء إصلاحات، إلا أنّ الحكومة عجزت عن ذلك"، مضيفاً: "سندعم لبنان عندما يتخذ قراراً بإجراء إصلاحات. لن يقوم أحد بإنقاذ لبنان".
في ما يتعلق بالتطورات على الحدود الجنوبية، استبعد المسؤول حصول تصعيد عسكري، قائلاً: "لا أحد يريد الحرب، على الرغم من الأحداث التي نشهدها على الحدود".
وعلى الرغم من عدم إبداء الولايات المتحدة رغبة في التدخل بالاحتجاجات، إلاّ أنّها تشدد على الحاجة إلى حماية طبيعتها السلمية، إذ دعا وزير الخارجية الخارجية مايك بومبيو الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية إلى "مواصلة ضمان حقوق المحتجين وسلامتهم".
يُذكر أنّ السفيرة الأميركية إلى لبنان، إليزابيث ريتشارد، تستعد لمغادرة منصبها، وسمّت إدارة ترامب، نائبة رئيس البعثة الأميركية في القاهرة، دوروثي شيا، للحلول مكانها.