كشفت صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية الناطقة باللغة الإنكليزية بأنّ الخلاف على
قرار سحب المساعدة الأميركية للجيش المقدرة بـ105 مليون دولار يتعمّق بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر مختلفة تأكيدها أنّ القرار هذا لا يحظى بتأييد الوكالات الحكومية الأميركية كافةً. وفي التفاصيل أنّ مصدراً سياسياً في واشنطن قال: "ثمة أمر واحد مؤكد مئة في المئة وهو أنّ وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والبنتاغون والقيادة الأميركية الوسطى (CENTCOM) تعارض القرار بشكل أكثر من قاطع"، إذ أوضح أنّ قائد القيادة المركزية كينيث ماكنزي وسلفه
الجنرال جوزيف فوتيل (زار لبنان في 21 و 22 كانون الثاني 2019) يؤيدان بشدة تسليح ودعم الجيش.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية لشؤون القيادة الوسطى ريبيكا ريباريتش: "في هذه المرحلة، نواصل تعزيز أنشطة التعاون الأمني مع القوات المسلحة اللبنانية. وتظل وزارة الدفاع الأميركية ملتزمة بدعم قدرات القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز موقعها باعتبارها المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان"، مشيرةً إلى أنّه تمت إحالة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بـ"أي حجب للمساعدة الأمنية" إلى مكتب الإدارة والموازنة في البيت الأبيض.
في هذا الصدد، لفتت الصحيفة إلى أنّ خبراء في مجال التعاون والمساعدة العسكرييْن يقولون إنّ المصطلحات المستخدمة تشكل عاملاً أساسياً في هذه التصريحات؛ تعود قرارات المساعدة الأمنية إلى وزارة الخارجية، أمّا وزارة الدفاع فتتخذ القرارات المتعلقة بالتعاون الأمني. إشارة إلى أنّ المساعدة الأميركية المتعلقة ببناء القدرات لم تتأثّر.
من جانبه، أكّد مصدر سياسي آخر وجود انقسام حاد بين "الخارجية" والبيت الأبيض، مبيناً أنّ "وزارة الخارجية تحاول الضغط من أجل مواصلة تقديم الدعم للجيش، في حين يقول البعض في البيت الأبيض: "لنمضي قدماً بحملة الضغوط القصوى"، وذلك من دون التنبه إلى التداعيات السلبية التي يمكن أن تترتب عن هذا القرار".
توازياً، كشفت الصحيفة عن "تطوّر يتردّد أنّه ما زال في مراحله الأولى"، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة تبحث عن طرف ثالث يقود عملية دعم الجيش. وتابعت الصحيفة بالقول إنّه تم اقتراح الإمارات وفرنسا، مذكرةً بقرار الرياض تعليق هبة الأسلحة المقدرة بـ3 مليارات دولار في العام 2016.
وفي هذا الصدد، تحدّثت الصحيفة عن التباعد الإماراتي-السعودي الأخير في ما يتعلق باليمن وغيره من المسائل الإقليمية. كما تناولت مؤتمر الاستثمار الإماراتي ـــ اللبناني الذي عُقد مطلع الشهر الفائت في سبيل حشد الدعم للبنان. وعلى الرغم من أنّ المساعدة الإماراتية لم تُترجم عملياً بعد، قالت الصحيفة إنّ محافظ مصرف الإمارات المركزي أوضح الأحد الفائت أنّه "يبحث تقديم الدعم للبنان".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إنّ الإمارات تنتظر تأليف حكومة جديدة في لبنان قبل السير بأي مساعدة.
بالعودة إلى قرار حجب المساعدة عن الجيش، رأى المصدر السياسي أنّ القرار يمثّل "خطوة سياسية بحتة وليس تغييراً في السياسة العسكرية-العسكرية"، مضيفاً: "يحاول بعض المسؤولين (الأميركيين) التراجع عن القرار، إلاّ أنّ فريق مجلس الأمن القومي صغير جداً ويصغون جميعاً (إلى جميع الذين يعارضون مواصلة تقديم المساعدة للبنان) من دون تقديم حجة مضادة".