في اليوم الأربعين على انطلاق الحراك الشعبي العارم في مختلف المناطق اللبنانية، برزت دعوة مجلس الأمن إلى الحفاظ على "الطابع السلمي للإحتجاجات". وأوضح البيان الذي وافق عليه المجلس بالإجماع خلال اجتماع عادي حول لبنان، أنّ "الدول الأعضاء تطلب من جميع الأطراف الفاعلة إجراء حوار وطني مكثف، والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات، عن طريق تجنّب العنف واحترام الحق في الإحتجاج من خلال التجمّع بشكل سلمي".
وتابع: "إنّ دول المجلس تشيد بدور القوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الأمنية في الدولة للدفاع عن هذا الحق". كما أكّد مجلس الأمن "أهمية أن تتشكل في وقت سريع حكومة جديدة قادرة على الإستجابة لتطلعات الشعب اللبناني واستعادة استقرار البلاد ضمن الإطار الدستوري".
التشنّج سيّد الموقف
إلى ذلك، بقي التشنّج سيّد الموقف بعد ليل الأحد الذي شهد حالةً من التوتّر والكر والفر واعتداء وتحطيم وحرق سيّارات، وكذلك تكسير خيم المتظاهرين في ساحة الشهداء.
ومساءً شهدت شوارع بيروت "استنفاراً" لافتاً، إذ جاب عشرات الشبّان الحزبيين على دراجاتهم النارية، حاملين الأعلام الحزبية ومطلقين شعارات حزبية ومذهبية، في محاولة للتوجه إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، فيما تقوم وحدات الجيش بعرقلة مسارهم باتجاه وسط بيروت تجنّباً لأيّ اصطدام مع المتظاهرين.
أمّا في ساحة الشهداء حيث كانت الدراجات النارية تقترب، فكان الترقب والتأهّب هو الموقف الأبرز، وسط تأكيد المتظاهرين على الإستمرار بالتحرّكات رغم كلّ الإعتداءات، حتى تحقيق كلّ المطالب.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنّ محتجين قطعوا طريق قصقص في بيروت بالحجارة والعوائق الحديدية بالإتجاهين. وأشارت "الوكالة" إلى أنّ "منطقة قصقص شهدت تجمّعاً لموالين لتيار المستقبل يقابلهم مؤيدون لحزب الله وحركة امل، وسط انتشار للجيش الذي شكل حاجزاً بين الطرفين، وسجل إطلاق نار في المحلة".
إطلاق نار كثيف
وقرابة الساعة 11 مساءً، تصاعدت حدّة التوتّر بين عناصر حركة "أمل" و"تيار المستقبل" في عدد من أحياء بيروت، ليتحوّل الأمر إلى كرّ وفرّ في منطقة الكولا، وسط سماع أصوات إطلاق نار كثيف. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنّ القوى الأمنية أقفلت الطرقات التالية: الكولا بالإتجاهين تحت الجسر وسط انتشار أمني في المنطقة، مستديرة الطيونة باتجاه ميدان سباق الخيل، والطريق من أمام جامع الخاشقجي باتجاه وسط العاصمة، وطريق المدينة الرياضية نحو الكولا.
وقفات استنكار
إلى ذلك أقيمت وقفات استنكار في عدد من المناطق: المشرفية، الهرمل، النبطية، صور وبعلبك، عن روح الشهيدين حسين شلهوب وسناء الجندي، اللذين قضيا فجر اليوم بحادث سير مروّع على أوتوستراد الجية، وتخللت الوقفات إضاة الشموع.
وفي المناطق، فقد واصل المحتجون تحركهم في ساحة النور بمدينة طرابلس، أمّا في مدينة صيدا، فقد حاول مناصرو "حزب الله" وحركة "أمل" قطع دوار القناية في المدينة، ووحدات الجيش منعتهم من ذلك، وأفيد بأن الشبّان يحاولون التوجه إلى ساحة إيليا وسط انتشار أمني كثيف، فيما يحاول الجيش الفصل بين مناصري الأحزاب والمتظاهرين في ساحة العلم بمدينة صور.