في وقت يتردد فيه الموفدون الأوروبيون، الواحد تلو الآخر، إلى لبنان، تنشط الإدارة الأميركية على مستوييْن: فهي تنسق مع باريس وبريطانيا في ملف تأليف الحكومة من جهة، وتتحرك على خط المساعدة العسكرية "المحجوبة" من جهة ثانية. وفي انتظار اللقاء الثلاثي الثاني المزمع عقده مطلع الشهر المقبل، وصل السيناتور الديمقراطي كريس مورفي أمس إلى لبنان.
وفي تفاصيل الزيارة أنّ مورفي جاء لمتابعة قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حجب المساعدة العسكرية المقدرة قيمتها بـ105 مليون دولار، بحسب صحيفة "ديلي ستار". وعلى حسابه على "تويتر"، أوضح مورفي أنّه وصل إلى لبنان ليرى "مباشرة" فاعلية المساعدة الأميركية للجيش اللبناني، "القوة التي ترسي الاستقرار هنا في هذه اللحظة غير المستقرة"، مشدداً على أنّه لا يحق لترامب، قانوناً، حجب المساعدة اللبنانية، تماماً مثل المساعدة الأوكرانية، نظراً إلى أنّ الكونغرس أقرّهما. وفي تغريدة ثانية، كتب مورفي: "إذا كنتم تهتمون بإضعاف "حزب الله"، إذن ما من استثمار أفضل من القوات المسلحة اللبنانية. توافق وزارة الدفاع ووزارة الخارجية على ذلك. ما من حجة منطقية وذات طابع أمني تبرر تعليق هذا التمويل. وزيارتي (إلى لبنان) تؤكد ذلك".
من جهتها، حذّرت وكالة "أسوشيتد برس" من أنّ الغموض الذي يلف قرار ترامب حجب المساعدة العسكرية "يزداد"، مشبّهة قرار تعليق المساعدة اللبنانية بقرار تأخير المساعدة الأميركية المخصصة لأوكرانيا. وفي تقريرها، ذكّرت الوكالة بشهادة مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، والرجل الثالث في الخارجية الأميركية، ديفيد هيل، أمام الكونغرس، التي كشف فيها عن حالة "ذعر" في أوساط الديبلوماسيين، حيث تمتنع الإدارة الأميركية عن الإفراج عن المساعدة وتوضيح سبب حجبها.
وشرحت الوكالة أنّ المساعدة التي أُهملت لشهور تنتظر موافقة مكتب الإدارة والموازنة على الرغم من موافقة الكونغرس عليها، ومن تبليغ المشرعين الأميركيين في مطلع أيلول بأنّها ستُصرف، ومن الدعم الكبير الذي تحظى به من جانب الكونغرس ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي.
في ما يتعلق بالمساعدة الأوكرانية المقدرة بـ400 مليون دولار أميركي، لفتت الوكالة إلى مكتب الإدارة والموازنة لم يحدد سبب تأخيرها، ناقلةً عن 5 مسؤولين مطلعين قولهم إنّه- على عكس أوكرانيا- ليس هناك ما يوحي إلى أنّ ترامب يريد الحصول على "خدمة" من لبنان مقابل الإفراج عن المساعدة؛ يسعى الديمقراطيون إلى إثبات أن ترامب سعى لربط تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا بحصوله على تعهّد من الرئيس الأوكراني بفتح تحقيق بحق بايدن، نائب الرئيس السابق، وابنه هانتر الذي شغل سابقاً منصب عضو في مجلس إدارة شركة نفطية أوكرانية.
ولفتت الوكالة إلى أنّ الغموض هذا فاقم حالة الذعر التي تعيشها أوساط مجلس الأمن القومي، موضحةً أنّ الأخير يعتقد أنّ المساعدة الأميركية أساسية، لا سيما في هذا الوقت الذي يعاني فيه لبنان فوضى مالية ويشهد احتجاجات شعبية. كما نقلت الوكالة عن المسؤولين اعتبارهم أنّ المساعدة مهمة لمواجهة نفوذ إيران في لبنان.
يُذكر أنّ قائد الجيش العماد جوزيف عون استقبل السيناتور مورفي أمس، وذلك بحضور السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد على رأس وفد مرافق.
المصدر:
ترجمة "لبنان 24" - TDS - AP- France 24