في مواجهة العقوبات الأميركية على لبنان، يستمر بعض الأطراف الداخلية في البحث عن بدائل إقتصادية تقلل من تأثيرات الحصار والضغط الغربي، او أقله طرح هذه الخطوات للرأي العام، في محاولة لإثبات منطق سياسي ما او لتأمين مقدمات لتطورات قد تحدث وتطرأ على الحياة السياسية اللبنانية، لكن يوماً بعد يوم تثبت الدول المنافسة للولايات المتحدة الأميركية أنها غير مهتمة بالوضع اللبناني، أقله في المرحلة الحالية، وهي لا تجد أن لديها مصالح مباشرة فيه، تستحق بدء مواجهة مع واشنطن لأجلها.
وفي حديث مع ديبلوماسي روسي مطلع على الأجواء في لبنان، قال لـ"لبنان ٢٤" إن موسكو مستعدة لمساعدة لبنان ولعب دورها في تخليصه من أزمته الإقتصادية، لكن بشرط الا يكون هذا الدور في اطار المواجهة الدولية، هذه سياسة موسكو، فما ينطبق على سوريا لا ينطبق على لبنان.
ويضيف المصدر أن روسيا مستعدة لدعم لبنان في حال حصول توافق دولي على الأمر، والا يؤدي هذا الدعم الى حدوث مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
ويعتبر المصدر أن لبنان مقبل على أزمة جدّية، لكنه ليس متخوّفاً من تطور الوضع الأمني فيه الى فوضى شاملة، اذ يؤكد ان الوضع الميداني سيبقى على ما هو عليه، اي انه لن يحصل انفجار شعبي وامني في الشارع اللبناني، وستبقى الأمور ضمن حدودها الدنيا المضبوطة، وان توسعت أعمال الشغب قليلاً.
ويقول المصدر إن روسيا تلعب دورها في لبنان ضمن احترام علاقاتها الجدية مع الجميع، ملمحاً للعلاقة التي تجمع موسكو بتل ابيب، أي ان المصالح الدولة الروسية تفرض عليها إحترام بعض التوازنات، خصوصاً ان في لبنان قوى شعبية وسياسية وحزبية تفضل المعسكر الغربي ولا يوجد إجماع على فتح علاقات استثنائية مع روسيا كما حصل في سوريا منذ عقود.
لكن المصدر، الذي تحدث بواقعية سياسية، لم يخف إعتقاد موسكو وقناعتها بأن واشنطن تفرض عقوبات على الشعب اللبناني وليس على "حزب الله"، لأن الحزب لديه الموارد الكافية التي تمكنه من الصمود هو وبيئته الواسعة لفترة طويلة نسبياً، فهو يمتلك العملة الصعبة من خارج النظام المصرفي الذي قد ينهار بسبب العقوبات الاميركية من دون أن يتأثر الحزب، كما أنه قادر على تأمين الحدّ الأدنى من الحاجات المعيشية والغذائية لبيئته لعدة أشهر من دون الحاجة للسوق اللبناني.
وفي الملف السوري أكد المصدر ان موسكو ستساند دمشق مع باقي الحلفاء اقتصادياً لمنع انهيار العملة ولمنع حصول ازمة حقيقية بسبب قانون قيصر.
لكنه يشير الى ان واشنطن وضعت ڤيتو واضحا على اي دعم دولي لسوريا، الأمر الذي سيجعل انهاء الازمة السورية بعيد المدى، ويؤجل مسألة اعادة الإعمار، لذا على دمشق الإعتماد على نفسها في الكثير من الخيارات الاقتصادية الداخلية في الوقت الراهن.
ويستبعد المصدر حصول تطورات ميدانية في سوريا، معتبرا ان الدولة في سوريا باتت تسيطر على المدن والقرى بشكل مقبول، وهي قادرة على زيادة حجم سيطرتها في المرحلة المقبلة من دون مشاكل وجودية.