Advertisement

لبنان

الراعي و"حزب الله".. علاقة متوترة!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-08-2020 | 03:00
A-
A+
Doc-P-739377-637340295285485203.jpeg
Doc-P-739377-637340295285485203.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

لم يكن يحتاج البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، عندما دعا السلطات اللبنانية إلى "دهم كل مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية"، إلى تسمية "حزب الله" بالإسم، لأن لا أحد في لبنان يمتلك سلاحًا مخبًّأ سواه، وهو يعترف بذلك، من دون أن يعني ذلك أن هذا السلاح مخبًّا في الأماكن السكنية بالتحديد

 

حيال هذه الدعوة قامت القيامة ولم تقعد ضد الراعي، ليس بالمباشر، أي أن "حزب الله" ترك الحرية لمن يدورون في فلكه ليصوبوا على بكركي وسيدها إلى حدّ إتهامه بأنه يرّوج للعدو الإسرائيلي، في طرحه هذا، من دون أن يضطرّ الحزب للردّ على رأس الكنيسة المارونية، وذلك لأسباب عدّة، ومن بينها أنه لا يزال يحتاج إلى غطاء مسيحي عام، حتى ولو كان الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" يؤّمنه له مرحليًا، خصوصًا أن "حزب الله" يعرف جيدًا أن شعبية التيار في الوسط المسيحي آيلة إلى الإنحدار، بعد خيبات الأمل التي مني بها المجتمع المسيحي، ولذلك فإن المحافظة على شعرة معاوية مع بكركي لا تزال حاجة وضروة لديه على المديين المتوسط والبعيد، وبالأخص بعد إنتهاء ولاية الرئيس عون

 

وما زاد من توتر العلاقة بين حارة حريك وبكركي طرح البطريرك الراعي لموضوع الحياد، الذي لم ولن يوافق عليه "حزب الله"، لأنه يعتبر هذا الأمر مقدمة للفدرلة، التي تتناقض مع مشروعه الإستراتيجي

 

في المقابل، ومن حيث المبدأ، لن تدخل بكركي في سجال إعلامي مع أي طرف من الأطراف اللبنانية، وهي تعلن مواقفها الوطنية، سواء على لسان سيدها، أو من خلال البيانات الشهرية التي تصدر عن إجتماع المطارنة، في محاولة لوضع النقاط على الحروف، ومن بينها سلاح "حزب الله"، الذي يتنافى وجوده بين أيدي فئة من اللبنانيين، وإن كانت غايته محاربة إسرائيل، مع مبدأ السيادة الوطنية، مع العلم أنها باركت في الماضي طاولات الحوار، التي عقدت للبحث في الإستراتيجية الدفاعية، والتي لم تؤدِ إلى أي نتيجة

 

فمواقف الراعي من "حزب الله" ليست جديدة، وهو الذي يعتبر أن هيمنة "حزب الله" على الحكومة والسياسة في البلاد، تركتها وحيدة ومحرومة من الدعم الخليجي أو الأميركي أو الأوروبي، وقال في حديث مباشر بث عبر موقع "الفاتيكان نيوز": "يوجد نوع من هيمنة من حزب الله على الحكومة والسياسة اللبنانية، بسبب الدخول في حروب وتحالفات عربية ودولية". 

 

وأضاف: "هذا الأمر خلق أزمة سياسية كبيرة أثمرت أزمة اقتصادية ومالية حادة للغاية". 

 

لكن مصادر قريبة من الصرح البطريركي لا ترى أن ثمة توجهًا لدى بكركي لكسر العلاقة مع أي مكّون من مكونات البلد، ومن بينها "حزب الله"، خصوصًا أن الذين يعرفون تاريخ هذا الصرح يجزمون بأنه لا يقطع علاقته بأي طرف مهما كان التباعد السياسي والأيديولوجي بينهما كبيرًا، ويحرص بالتالي على التواصل مع جميع هذه المكونات ضمن ثوابت احترام السيادة والاستقلال والدولة التي تنظم شؤون البلاد وتعدّ المرجعية الأولى والأخيرة لكل اللبنانيين

 

ومع هذا كله لا ينفي هؤلاء المقربون أن العلاقة بين المرجعية المارونية وبين "حزب الله" هي على توتر دائم بسبب موضوع السلاح وغيره من المواضيع، التي تعتبرها بكركي خارج أطر السيادة اللبنانية.

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك