Advertisement

لبنان

وكان لـ"حزب الله" ما أراده!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
07-11-2020 | 03:00
A-
A+
Doc-P-763778-637403306475304967.jpg
Doc-P-763778-637403306475304967.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
عندما كُلّف الدكتور مصطفى أديب تشكيل الحكومة قيل لنا يومها إنه لن يستطيع أن يشكّلها، ولو إستطاع لن يكون الأمر قبل نتائج الإنتخابات الأميركية. الأمر نفسه حصل مع الرئيس الحريري، الذي كان يتطلع إلى أن تبصر حكومته النور في أقل من أسبوعين، وقيل له أيضًا ليس قبل الإنتخابات الاميركية.  
Advertisement

حصلت الإنتخابات في دولة العم سام، ولم تصدر النتائج النهائية بعد، خصوصًا أن كلًا من ترامب وبايدن يستعدان للتوجه إلى القضاء في محكمته العليا ليقول كلمة الفصل.  

لم نصدّق أولئك المقربين من "حزب الله"، الذين كانوا يراهنون على أن لا حكومة في لبنان قبل نتائج هذه الإنتخابات، التي تحصل على بعد الآف الأميال من لبنان، إلا أن ذلك لم يمنع اللبنانيين من متابعتها أولًا بأول وكأنهم موجودون داخل الأراضي الأميركية، غير آبهين، ولو لفترات متقطعة بما سيحلّ بالحكومة اللبنانية، بعدما خابت الآمال بولادتها سريعًا.  

فـ"حزب الله" راهن، وربما ضغط من تحت لتحت حتى تتأخر هذه الولادة، التي لا يريد أحد أن تكون قيصرية، فكان له ما أراد. وكانت أخبار التشكيلة الحكومية تتنقل بين خيارات التفاؤل والتشاؤم على سطح واحد، من دون أن نسقط من حسابنا أن واشنطن أبلغت جميع المعنيين أنها لن تقبل أن تشكّل هذه الحكومة رافعة لـ"حزب الله"ن الذي يتعرّض أقرب المقربين له من حلفائه الإستراتيجيين لعقوبات مماثلة كمتلك التي تعرّض لها قياديون في الحزب.  

فلماذا أراد "حزب الله" ألا تبصر الحكومة النور قبل نتائج الإنتخابات الأميركية، مع العلم أنه كان يراهن منذ البدء على فوز بايدن، مع علمه المسبق أن المرشح الديمقراطي لن يكون في سياسته الخارجية أسوأ من السياسة الإنفعالية التي إنتهجها ترامب، وبالأخص مع إيران، في ما يتعلق بالإتفاق النووي، الذي أراح الجمهورية الإسلامية كثيرًا يوم كان الرئيس أوباما على سدّة الرئاسة، وكان بايدن نائبًا له.  

وعلى رغم قول بعض المصادر القريبة من الحزب أن كلًا من ترامب وبايدن هما وجهان لعملة واحدة، فإنه في العقل السياسي يبقى خيار بايدن على المدى الطويل أفضل من خيار ترامب، لأن من جرّب المجرب كان عقله مخربًا.  

ولذلك رأينا المسار الحكومي يتدرج من أقصى التفاؤل إلى أقصى التشاؤم، بعدما ساد الإعتقاد لوهلة أن اليوم الموعود قد آن آوانه، وكادت العقد تتحلحل الواحدة تلو الأخرى، لتعود فتتعقد من جديد، حتى أن الإتفاق على 18 وزيرًا لم يعد مقبولًا لدى رئيس الجمهورية بعدما فاجأه الحريري بتمسكّه بحقيبة الداخلية إسوة بتمسك النائب جبران باسيل بوزارة الطاقة، فعادت الأمور إلى نقطة الصفر على وهج العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على باسيل، وهو أحد أهمّ حلفاء "حزب الله"، الذي ستكون له مواقف أكثر دعمًا للحزب من ذي قبل، لأن ما كان يحسب له الف حساب قبل العقوبات قد سقط، ولم يعد مكبلًا بهذا الضغط، الذي كان يمارس عليه من قبل الأميركيين، الذين يبدو أنهم قرروا فتح مواجهة مفتوحة مع "حزب الله" وجميع حلفائه، الأمر الذي سينعكس سلبًا على تشكيل الحكومة العتيدة تمامًا كما حصل مع الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، حيث تعقدّت إمكانية الحلحلة، فكان أن إعتذر الدكتور أديب، وعادت عقارب الساعة إلى الوراء. 

ويبقى أن نسأل كيف سيتعاطى "حزب الله" حيال هذه الرسالة الأميركية، التي هي بمثابة قنبلة مدّوية، من خلال إستهداف أحد أهمّ حلفائه المسيحيين؟ 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك