تفقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، يرافقه عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب دكتور علي درويش والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ورئيس مصلحة الصحة في الشمال الدكتور جمال عبدو، وذلك بهدف اختيار الموقع الأنسب للمستشفى الميداني المقدم هبة من دولة قطر.
وخلال الجولة في منشآت المعرض، أجرى الوزير حسن واللواء خير والدكتور عبدو اتصالات بالجيش اللبناني الذي كان قد عاين وفد منه المعرض في وقت سابق.
حسن
بعد الجولة، قال الوزير حسن: "قمنا بجولة استطلاعية في معرض الشهيد رشيد كرامي لندرس إمكانية اقامة المستشفى الميداني الذي حصلنا عليه كهبة من دولة قطر الشقيقة مشكورة. هدفنا إنجاح المستشفى الميداني. ان إقامة المستشفى من دون خطة متكاملة للتشغيل والاستفادة منه في حضانة وحصانة وتقدمة الخدمات الطبية لأهلنا ومواطنينا في الشمال هو بمثابة "دعسة ناقصة". ونحن اليوم مع كل الفاعليات السياسية في المدينة في طرابلس نرى الخيارات المتاحة، لأننا نتوخى نتعاون الجميع".
اضاف: "كنا نأمل مع نقيبي أطباء الشمال وبيروت في أن نتوصل إلى خطة، لا تزال قيد الدرس. طلبنا منهم تحضير خطة، وهنا أوجه الدعوة لكل القوى والكوادر الطبية والتمريضية المتطوعة التي أبدت هي أيضا فعالية وريادة في تأمين الدعم ومساعدة ومؤازرة وزارة الصحة العامة في المناطق كافة، بان ندرس تجربة المستشفى الميداني، لاننا بحاجة ماسة لهم".
ودعا الى ان "تتوحد كل الجهود الحكومية الرسمية والسياسة والحزبية والشعبية، ولا ننسى البلديات ودور الجمعيات الأهلية التي يجب أن تحرك نفسها للمؤازرة لإنجاح هذه التجربة، وهي ستكون الأولى والفريدة من نوعها، وفي الحقيقة هي تحد صعب. فكلمة مستشفى ميداني ليست كلمة عادية، ففي طياتها الكثير من التفاصيل التي يجب أن نقف عندها وندرسها لتكون متكاملة. وان شاء الله كل هذه المساعي إنما هي لخدمة أهلنا في كل المناطق اللبنانية".
وردا على سؤال عن عدد الإصابات اليومية ومؤشره، قال وزير الصحة: "الأكيد، أننا بدءا من نهار الأحد المقبل أي بعد ثلاثة أيام، أي بعد مرور ثمانية أيام أو تسعة على الاقفال يمكن أن نكون أمام مؤشرات بسيطة لتطور الوباء. وان شاء الله نكون رويدا رويدا مع آخر الاسبوع الثاني على موعد مع تحقيق الهدف المنشود. ولكن ما يسجل اليوم من أرقام هو لما قبل الاقفال، لأننا نعرف ان الحضانة تكون من يومين إلى أربعة عشر يوما، ونحن اليوم وسطيا بعد عشرة أيام وهذه تعطينا الارجحية من المصابين أن يكونوا قد شخصوا ويبقى عندنا أسبوع إضافي، حيث يمكن للحالات التي تتأخر بأن تظهر العوارض لدى أصحابها".
اضاف: "إذا، لا يمكننا أن نبني على المعطيات الحالية أي خلاصات أو استنتاجات، بل ما علينا ان نؤكده هو أن على المواطنين الكرام أن يتحملوا هذا الكأس المر الذي نشربه جميعا، ولكن عندما نحقق المبتغى ستهون كل هذه الآلام. أما الخطر، فبرأيي يكون عندما نلتزم جميعا ولا نحقق النتيجة، عندها سنكون أمام خلل في الالتزام وخلل في الأداء، لذلك ستكون الانعكاسات السلبية والمعنوية على الجمهور وعلينا أكبر. لذلك نتمنى على جميع المواطنين في كل المناطق أن يشدوا العزيمة ونلتزم شجاعة الصبر والقرار بالتزام الاجراءات حتى نحقق أدنى مستوى، ضمن خطتنا ولنحقق الأمن الصحي المنشود".
سئل : هل هناك من ضغط سياسي من قبل المستشفيات الخاصة والسياسيين لمنع إقامة المستشفى الميداني باعتبار أنه سيكون مجانيا؟
اجاب: "المستشفيات الخاصة مشكورة، فلتفتتح أقساما للكورونا وسنكون لها من الشاكرين. أما القوى السياسية فقد تواصل الجميع معنا، وهم ايجابيون ومشجعون، ويدهم في يدنا، لأن القوى السياسية أكبر من أي اصطفاف ومن أي اعتبارات ومن أي مواقف تضعف موقف وزارة الصحة. وما نعول عليه نحن اليوم هذه الهمة وهذه المروءة وهذه الغيرة".
سئل: هناك حالة خامسة من عائلة واحدة توفيت في بخعون- الضنية، وشقيقة في المستشفى منذ عشرة أيام، فهل نحن أمام سلالة جديدة من كورونا وكيف نواجه هذه الحالات؟
اجاب: "لا أريد أن أهول أو أخيف احدا، ولا أريد أن أقلل من أهمية عدد الوفيات التي تسجل، ولكن بالنسبة لحالات الوفيات التي سجلت في بعض الأسر اتضح علميا، بعد أخذ عينات ومتابعة مع who لتحديد ما يمكن أن يكون من أمراض وراثية غير ظاهرة، وعلى وقع الوباء والإصابة ظهر تأثيرها السلبي، أنها حالات نادرة سجلت في غير منطقة، في بعلبك وفي الشمال وفي الجبل والجنوب ولكنها حالات خاصة ونتابعها. عالميا، والى الآن، لم تثبت منظمة الصحة العالمية أي أمر إلا حدوث بعض التحولات والطفرة الجينية البسيطة، ولكن لم يصل إلى التحول والتغير جينيا بحيث أصبح فيروسا آخر. لم يحصل ذلك، والمعلومات الطبية تؤكد أنه هو نفسه، وقد زادت قوة انتشاره عالميا. لكن في نفس الوقت، علينا أن نخشى من سرعة انتشاره ومن الحالات غير المشخصة والتي يمكن أن تسجل في أي وقت".
وعن مكان وموعد إقامة المستشفى الميداني، قال الوزير حسن: "نحن بعد الاتفاق الأخير مع المستشفيات الخاصة، نعول على القطاع الخاص، والمستشفى الميداني ليس بديلا، لا عن المستشفيات الحكومية ولا عن الخاصة، وإنما هو خيار يجب أن يدرس بتأن ووضعه حيز التنفيذ عند الحاجة. وأي خطوة تنفذ إنما تحتاج إلى قرار وإرادة وقدرة، وهذه متوفرة جميعا. الجميع سيكونون معنا لانجازه".