لم تنفع التسريبات السياسية التي اكدت أن الرئيس سعد الحريري يتجه لتقديم تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية قبل ايام، اذ أن هذه التسريبات أوحت بأن الحريري يتجه لاحراج عون وفرض تشكيلة امر واقع عليه.
ووفق مصادر مطلعة فإن ما حصل هو أن الحريري اراد القيام بمحاولة قلب الطاولة ونقل المسؤولية الى الرئيس ميشال عون، إعتقادا منه بأن سيكون مفيدا امام الرأي العام.
واشارت المصادر الى ان الحريري تراجع عن خطوته بعدما تأكد ان عون ليس في وارد التوقيع على مثل هذه التشكيلة، وان هكذا خطوة ستعمق الهوة بين الافرقاء السياسيين.
ولفتت المصادر الى ان النتيجة الحالية هي ان لا حكومة في المدى المنظور، وان رئيس "التيار الوطني الحر" لا يزال عند موقفه ويصر على مطالبه غير آبه بكل الضغوط الاقتصادية الحاصلة.
واشارت المصادر الى ان باسيل يرغب في تحقيق انجاز سياسي يستطيع تسويقه امام الرأي العام المسيحي وتحديدا بعد العقوبات الاميركية عليه، لذلك فهو مصر على تظهير موقفه بأنه جاء من اجل تسمية الوزراء المسيحيين.
وتعتقد المصادر ان باسيل يشعر انه يرد الصاع صاعين للولايات المتحدة الاميركية من خلال الذهاب الى المناكفات السياسية مع الحريري، علما ان هذا التحليل غير دقيق اذ ان واشنطن ايضا لا ترغب بحكومة يتمثل فيها "حزب الله" وبالتالي هي ليست مستعجلة ايضاً.
وترى المصادر ان الحريري لا يرغب بأن يُحرَج امام الاميركيين، لذلك فهو قد يعمل على تضييع الوقت في السياسة بإنتظار التبدلات في البيت الابيض التي ستفتح الباب واسعا لحلفائه الفرنسيين ليكون لهم دور كبير في لبنان