كتب عامر جلول لـ"لبنان24": مثل هذا اليوم منذ سبعة عشرعاماً أي عام 2003، تم العثور على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين من قبل القوات الأميركية بعد الوشي به من قبل بعض المقربين له حسب الروايات المتداولة.
يقول نابليون بونابرت "إن التاريخ مجموعة من الأكاذيب المتفق عليها". يعتقد الكثير منا أن الأميركيين جاؤوا إلى المنطقة من أجل تحرير العراق من الديكتاتورية والدفاع عن الدول الخليجية والأسلحة البيولوجية والكيمائية، وطبعاً هذا هراءٌ بهراء، فإن المصالح والسياسة النفعية لا يهمها الأسلحة ولا الديكتاتوريات. فلقد جاءت أميركا إلى الشرق الأوسط لعدة أسباب منها النفط وإضعاف العراق الذي كان يشكل تهديداً لإسرائيل، وهذا السبب أدى إلى تحالف إيران مع الولايات المتحدة خصوصاً في الحرب الإيرانية من خلال فضيخة إيران غيت، ومن خلال إعطاء إيران معلومات لإسرائيل لضرب مفاعل تموز النووي العراقي.
في مذكرته "الخطة الصهيونية للشرق الأوسط في الثمانينيات" يقول الصهيوني أوديد ينون: "إن في قوة العراق خطورة على إسرائيل في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى". وبناء عليه يجب إضعاف العراق وتقسيمه في أول خطوة من خطوات مشروع الشرق الأوسط الجديد؛ كما نص هو على ذلك وتابعه برنارد لويس وغيره من الساسة الأميركيين. يعلق على هذا المشروع، "الشرق الأوسط الجديد"، أستاذ الجيوبولتيك في جامعة السوربون المسيحي اللبناني الدكتور نبيل خليفة في كتابه "استهداف أهل السنة" بقوله: "إن المخطط الموضوع للشرق الأوسط منذ الربع الأخير من القرن العشرين ويشارك فيه الغرب وإسرائيل وإيران له ثلاثة أهداف أساسية: أولها إزاحة النفوذ العربي- السني عن دول شرقي المتوسط واستبداله بالنفوذ الإيراني- الشيعي…".
لقد اخطأ صدام حسين في الكثير من القضايا الداخلية وحربه على الكويت والتي هي مكيدة اميركية من أجل دخولهم للمنطقة وبدء مخططهم، ولكن رغم كل تلك الأخطاء إلا أنه خسر العرب حائطاً منيعاً في العراق للتوسع الإيراني الفارسي وداعماً أساسياً للقضية الفلسطينية ضد إسرائيل، ولم يكتشفوا هذا الشيء إلا عندما بدأت إيران بتصدير ثورتها بعد سقوط النظام العراقي وبدأت حالة "تفريس" كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان.
لا بد للعرب من أن يدركوا أن لا صديق للأميركي. فصديقه هو المصلحة ومصلحة الغرب اليوم مع إيران وإسرائيل ضد الدول العربية وتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد.