من الواضح أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والذي يزور لبنان للمرة الثالثة منذ انفجار بيروت، بات راغبا في تحقيق خرق سياسي ما، لا على مستوى حل الازمة الداخلية فقط، بل على مستوى استعادة دور فرنسا في لبنان.
ووفق مصادر مطلعة فإن هناك شعورا لدى الفرنسيين بضعف الحيلة في لبنان، خصوصا ان الزعماء في لبنان لم يلتزموا بالمهل المعطاة لهم ولم يبالوا بالمبادرة الفرنسية.
وتقول المصادر إن باريس لا تحمّل نفسها والسياسيين اللبنانيين المسؤولية كاملة، بل على العكس هي تدرك أن الاوضاع الاقليمية والتأثيرات الدولية وتحديدا دور دونالد ترامب وادارته كبير في اضعاف دور وتأثير فرنسا في لبنان.
وتعتقد المصادر ان باريس ستستغلالرغبة لدى الادارة الاميركية الجديدة بإعادة الدور لاوروبا، ورغبتها بخفيف الضغوط على ايران من اجل الاستثمار السياسي في الساحة اللبنانية.
وترى المصادر ان الفرنسيين سيعملون على عكس رؤيتهم الكاملة للاميركيين بعد خروج ترامب من البيت الابيض، حتى ان البعض يرى ان واشنطن لن تتدخل في الساحة اللبنانية الا عبر النافذة الفرنسية.
وتلفت المصادر الى ان هذا الامر سيزيد من قدرة فرنسا على التأثير في الساحة السياسية اللبنانية لانها ستملك ادوات جدية، وسيكون لديها القدرة الذاتية على تحريك اموال "سيدر"، وعلى تمرير تسوية سياسية من هنا واخرى من هناك من دون ان تتعرض لفيتو اميركي.
من هنا، يبدو ان باريس تعدّ العدّة للعب هذا الدور، وهي اليوم ليست في وارد الدفع بإتجاه تسوية سريعة، بل هناك محاولات من اجل الوصول الى ارضية مشتركة تعمل باريس من خلالها على حل جزء من الازمة المالية في المرحلة المقبلة.