شاركت جامعة الروح القدس – الكسليك في مجموعة النشاطات التي أطلقتها جمعية سوليداريتي لاستعادة الأمل في نفوس المتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت. فكانت باكورة هذه النشاطات أمسية ميلادية أحيتها نخبة من المنشدين والموسيقيين من قُدامى الجامعة وطلّابها، الذين تأسّسوا على روح الاحترافيّة والإبداع الموسيقيّ والغنائيّ الذي تتميّز فيه جامعة الروح القدس - الكسليك، قدّموا فيها باقة من الترانيم والأغاني الشرقيّة والغربيّة المعروفة، ذكّرت بالمعنى الحقيقي للميلاد، وزرعت البهجة والفرح في نفوس الحاضرين، علّها تشكّل لفتة تنسيهم المآسي المحيطة بهم ولو لأمسية. وكان الإنشاد المنفرد لكل من إيليّا فرنسيس واماندا معلوف وجيلبير الرحباني ورفقا فارس الرحباني ولينا فرح غاوي ورالف عصفور، أما التوزيع الموسيقيّ فكان لمارك أبو نعّوم، خلف كنيسة مار مخايل في الأشرفية.
وقد أرادت الجامعة أن تساهم في هذا الحدث على طريقتها الخاصة، انطلاقًا من مبدأ التضامن الذي وضعته هذه السنة في صلب المبادئ التي ارتكزت عليها.
حضر الأمسية سعادة السفير البابوي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري ورئيس أساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس عبد الساتر وقدس الأب العام الأباتي نعمة الله الهاشم الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود وأمين سر عام الرهبانية الأب ميشال أبوطقة ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم ورئيس جمعية سوليداريتي المهندس شارل الحاج وأعضاؤها وفاعليات روحيّة وعسكريّة وأمنية ومدنيّة واجتماعيّة وأبناء بيروت.
وكان قد قدّم الأمسية الصحافي يزبك وهبة الذي رحّب في كلمته بالحضور وشكر كل المنظمين والمتبرّعين. وقال: "يقول الطُغرائي، أحد الشعراء العرب: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". ولا يزال ينطبق هذا القول علينا اليوم. اجتماعنا الليلة هدفه الأساسي استعادة الأمل في قلوب قسيت عليها الحياة. وفي صلب التحدّيات التي يواجهها لبنان، تبقى فسحات أمل، ومنها Solidarity".
وقدّم وهبة لمحة عن سوليداريتي مشيرًا إلى أنها "جمعية خيريّة تأسّست بالشراكة مع الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة ومؤسّسة جيلبير وروز- ماري شاغوري والمؤسّسة المارونيّة للانتشار وعدد من الشخصيّات من اللبنانيّين المقيمين والمنتشرين. ومهمّتها كانت وما تزال، كما يوحي اسمها، أن تنشر روح التضامن بين اللبنانيّين لتأمين التبرّعات، من مساعدات طبّيّة أو مواد غذائيّة أو مسكن، لدعم العائلات الأكثر حاجة. وقد أتى انفجار المرفأ وقَلَب كلّ المقاييس، وأصبحت الحاجة ملحّة لمساعدة ضحايا الانفجار، كي يعودوا إلى بيوتهم قبل حلول فصل الشتاء، ولاستعادة بيروت وجهها الحقيقي كمدينة الأمل الدائم في وجه كلّ الصعوبات".
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من كل الصعاب التي مرّت بها مدينة بيروت الجريحة، أبت جمعية سوليداريتي Solidarity الخيرية إلا أن تعيّد ذكرى ميلاد المخلص مع أهالي بيروت المتضررين جرّاء انفجار المرفأ في 4 آب الفائت. وبهدف استعادة الأمل بين النفوس ونشر الفرح ورسم بسمة على وجوه الأطفال، افتتحت الجمعية بفضل دعم أكثر من جهة راعية، سلسلة من النشاطات التي ستمتد من 18 إلى 23 كانون الأوّل الجاري، خلف كنيسة مار مخايل في الأشرفيّة، من الساعة 5 بعد الظهر حتى الساعة 10 مساء.