عند عتبة العام الجديد، وأمام وعد رئيس الجمهورية بأننا "سائرون الى جهنم بعد ما خلصوا المصريات" لا تظهر في لبنان اية بارقة امل بل تلوح في الافق رائحة غضب شعبي غير مسبوق ما ينذر بعواصف حمراء ستقتلع ما في طريقها جراء الجوع والبؤس والفاقة.
من عجائب السياسية اللبنانية، تمسك الطبقة الحاكمة بالسلطة رغم الواقع المأسوي علما بأنها لا تطرح حلولا فيما تراهن بعض الأطراف وفي مقدمتها فريق رئيس الجمهورية على متغيرات خارجية انطلاقا من المفاوضات الأميركية المرتقبة مع إيران عند استلام جو بايدن دفة القيادة من أجل تحسين وضعها ضمن المعادلة الداخلية وفق موازيين تعزز من نفوذ "حزب الله" في البعد المحلي.
الوضع في لبنان يتدحرج نزولا من دون القدرة على ضبطه بمعزل عن رحيل الطاقم السياسي الحالي ونشوء طبقة سياسية وفق قواعد جديدة، لذلك تتشابك ضغوط الخارج مع أزمات الداخل لتدخل مصير لبنان في نفق من الصعب التكهن بكيفية الخروج منه ومندون أن تتضح بالمقابل ملامح المرحلة المقبلة طالما ان الثابت الوحيد يتعلق بإقفال الباب نهائيا على لبنان القديم.
في ضوء ذلك، تتسرب أجواء عن هجمة أميركية غير مسبوقة مهدت لها السفيرة الأميركية دوروثي شيا خلال جولة عطلة الأعياد على بعض القيادات والتي تضمنت كلمة سر تتعلق بضرورة طرح إجراء انتخابات نيابية مبكرة يسبقها مرحلة انتقالية عبر تشكيل حكومة مستقلة.
في هذا الشأن، تؤكد أوساط سياسية متابعة على قرار واشنطن تثبيت وجودها ونفوذها في لبنان بمعزل عن تغيير الإدارة الأميركية وخارج جدول اعمال المفاوضات المرتقبة مع إيران، إذ من غير المعقول ان تنكفىء واشنطن عن لبنان وتمسك الدفة إلى طهران كما حصل مع سوريا العام 1990 بينما تسرع الخطى في تشييد واشنطن أضخم سفارة أميركية لها في الشرق الأوسط.
لذلك تترقب الأوساط المحلية وبكثير من الحذر التحرك الفرنسي المرتقب فور انتهاء فترة الأعياد كونه ترجمة لتوجهات أميركية - أوروبية مشتركة عنوانها العريض تشديد الضغوط وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية من أجل فرض الحل القائم على إفقاد ح"زب الله" ورقة القرار اللبناني والانصراف إلى تكوين سلطة جديدة.