في تقرير تناول التطورات التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على دير الزور فجر الأربعاء الفائت، قال موقع "المونيتور" الأميركي إنّ القوات الإيرانية في شرق سوريا أعادت الانتشار، مشيراً إلى أنّ "الحرس الثوري الإيراني" والمجموعات التي يدعمها تحاول تفادي خسائر إضافية حيث انتقلت العناصر إلى الأحياء السكنية في المدن الكبرى، في حين تم نقل الأسلحة الاستراتيجية إلى الأنفاق.
وبحسب رواية الموقع، فإنّ عملية إعادة الانتشار شملت إخلاء المواقع التي تضررت نتيجة الضربة حيث تم تفريغ عدد من مخازن الأسلحة ونقل الأسلحة إلى نقاط أخرى في أحياء عدة في مدن دير الزور والبوكمال والميادين. عهد الصليبي، الصحافي السوري المعارض، قال للموقع إنّ عمليات إعادة الانتشار الجديدة شملت أيضاً "نقل صواريخ وأسلحة ثقيلة وتخبئتها في أنفاق سبق للقوات الإيرانية أن حفرتها في محيط البوكمال والميادين وفي أطراف دير الزور". وتابع الصحافي في "نهر ميديا" قائلاً إنّ الحرس الثوري والمجموعات المسلحة المرتبطة به يخشون "ضربات جديدة في الفترة المقبلة، ولذلك يعززون مواقعهم ويخفون أسلحتهم ومقراتهم العسكرية داخل الأحباء السكنية. كما أنّهم أنزلوا الرايات من على أسطح المباني حيث يتمركزون. وأزالوا كل الإشارات التي تدل إلى وجودهم لتفادي استهدافهم، وضربوا طوقاً أمنياً حول مواقعهم العسكرية".
من جانبه، قال الباحث في الشؤون العسكرية، النقيب في الجيش "السوري الحر"، عبد السلام عبدالرزاق إنّ الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة كانا يراقبان المنطقة المستهدفة عن كثب خلال الأسابيع الماضية، مضيفاً: "سيطر "حزب الله" اللبناني ولواء "فاطميون" الأفغاني ولواء "زينبيون" وكتيبة 313 ولواء "باقر" وغيرها من المجموعات المسلحة التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني في سوريا على دير الزور إلى جانب الشريط الحدودي مع العراق في البوكمال والميادين كمنطقة نفوذ جديدة".
وفي حين قال عبد الرزاق إنّ المجموعات المذكورة اعتقدت أنّ توجهها إلى تلك المناطق سيمكّنها من تفادي النيران الإسرائيلية التي كانت تطالها قرب دمشق وجنوب سوريا، أكّد صليبي أنّ رقعة الغارات كانت واسعة. وبيّن الصحافي السوري أنّ الغارات الأولى استهدفت "قاعدة الإمام علي العسكرية في ريف البوكمال، وهي أكبر قاعدة عسكرية إيرانية في شرق سوريا"، متحدثاً عن ضرب المواقع القريبة من قرية الهرى في معسكرات أقامها لواء "زينبيون" وأخرى في منطقة نفوذ لواء "فاطميون" قرب الرحبة ومواقع في جنوب البوكمال، وتحديداً الطرقات المؤدية إلى معبر القائم والمعبر العسكري مع العراق حيث يتمركز "حزب الله"، ومواقع القوات الإيرانية داخل الأحياء السكنية في دير الزور، على أطراف حي الحرابيش، وشارع بورسعيد، ومبنى الأمن العسكري، ومستودعات عياش، التي استمرت فيها الانفجارات لفترة طويلة، "ما يشير إلى انفجار مخازن للذخيرة داخلها"، بحسب ما نقل "المونيتور" عن صليبي.
وفي تعليق على الغارات الإسرائيلية الأخيرة، توقع الناشط السياسي المقيم في ريف حلب، بلال صطوف، استمرار القصف الإسرائيلي "بهدف إضعاف القوات الإيرانية في سوريا ومنها من التوسع". كما توقع الناشط أن تتوسع رقعة الغارات لتمتد إلى المواقع الإيرانية في حلب وجنوب الرقة.
يُذكر أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، إذ نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول استخباراتي أميركي رفيع تأكيده أنّ وزير الخارجية مايك بومبيو ناقشها مع رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يوسي كوهين في اجتماع عام في أحد مطاعم واشنطن. لقراءة الموضوع كاملاً على "المونيتور"
إضغط هنا.