رجح خبراء في حديث مع
"فويس أوف أميركا" مواصلة الاحتلال الإسرائيلي غاراته على سوريا التي يقول إنّها تطال أهدافاً إيرانية، على أن تتركز على شرق البلاد بشكل أساسي.
وفي تقريره المنشور بعد أيام من تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، نقل الموقع عن مراقبين محليين قولهم إنّ إيران نقلت قواتها وأسلحتها إلى مناطق أخرى في شرق سوريا، وذلك في أعقاب الغارة الإسرائيلية الموسعة على دير الزور، في 13 تشرين الثاني الجاري. وفي التفاصيل أنّ المدير التنفيذي لشبكة "دير الزور 24" والمتحدّث السابق باسم "الجيش السوري الحر"، عمر أبو ليلى، قال للموقع إنّ مواقع الإيرانيين باتت مكشوفة بشكل كبير للإسرائيليين، مضيفاً: "ولذلك، ي
نقل الإيرانيون قواتهم وذخيرتهم إلى مواقع أكثر سرية". وتابع أبو ليلى قائلاً إنّ إيران "تموضع قواتها وأسلحتها في المناطق السكنية" في مدينة دير الزور لتفادي الضربات الإسرائيلية.
وفي تعليق على استهداف الاحتلال موقعاً إيرانياً قرب البوكمال المحاذية للحدود العراقية، قال المحلل الإسرائيلي سيث فرانتزمان إنّ هذه الطريق تُعد بمثابة "ممر لتدفق الأسلحة لـ"حزب الله" وتقوم فيها قاعدة إيرانية جديدة تُسمى "الإمام علي" وهي تتألف من مستودعات وأنفاق بالقرب من المدينة".
وتابع: "وعليه، تنتشر مجموعات موالية لإيران على طول (نهر) الفرات وأيضاً وصولاً إلى قاعدة الـT-4 بالقرب من تدمر، حيث كانت إيران تتخذ قاعدة لطائراتها المسيرة في الماضي". وعن الأسباب التي تجعل البوكمال منطقة ذات أهمية استراتيجية، أوضح فرانتزمان إنّ إيران عملت فيها بلا قيود مع عدد كبير من المجموعات المسلحة، بما فيها مجموعات مرتبطة بالعراق و"حزب الله". وأضاف: "يبدو أنّ الغارات تستهدف غابة البنية التحتية الإيرانية تلك".
يعقوب عميدرور، الجنرال المتقاعد في جيش العدو ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق لرئيس وزراء الاحتلال، رأى أنّ استهداف "إسرائيل" لمواقع مماثلة في السنوات الأخيرة أخّر الخطط الإيرانية الرامية إلى "بناء آلة حرب مستقلة في سوريا" بشكل كبير، على حدّ تعبيره.
وفي وقت يمتنع فيه الاحتلال عن تبني الغارات على سوريا، قال عميدرور: "تقوم إسرائيل بما هو مطلوب لاحتواء الإيرانيين في سوريا، والعراق ولبنان متى ما أمكن".
ونظراً إلى كثافة الضربات الأخيرة، توقع أبو ليلى أن ينفذ الاحتلال غارات جديدة على القوات الإيرانية في شرق سوريا، قائلاً: "أوضح الإسرائيليون أنّ ضرباتهم ستتواصل حتى تغادر إيران المنطقة".
توازياً، تناول الموقع اختلاف أهداف كل من روسيا وإيران في سوريا، على الرغم من تدخلهما لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا الإطار، ذكّر "فويس أوف أميركا"، بتصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التي قال فيها إنّ بلاده اقترحت على "إسرائيل" إبلاغها بالتهديدات الأمنية المفترضة الصادرة عن أراضي سوريا لتتكفل بمعالجتها كي "لا تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليمية".وقال لافروف الأسبوع الماضي: "إذا كانت إسرائيل مضطرة، كما يقولون، للرد على تهديدات لأمنها تصدر من الأراضي السورية، فقد قلنا لزملائنا الإسرائيليين عدة مرات: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المعنية"، مشدداً على أنّ بلاده لا تريد "أن تستخدم الأراضي السورية ضد إسرائيل، أو لا أن تستخدم، كما يشاء كثيرون، ساحة للمواجهة الإيرانية-الإسرائيلية". وأوضح لافروف أن موسكو لم تتلق حتى الآن رداً ملموساً على هذا الاقتراح، لكنها تواصل طرحه.
في قراءته، رأى المحلل في الشؤون السورية، جون صالح أنّ روسيا "دخلت إلى النزاع السوري في العام 2015 لحماية مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في سوريا، أمّا إيران، فتستخدم سوريا منصةً لتوسيع سيطرتها الإقليمية وتهديد إسرائيل مباشرةً". وتابع صالح: "عندما يتعلق الأمر بالضربات الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية، فقد سَبَقَ لروسيا أن أقامت قناة للتنسيق مع إسرائيل، لكن أعتقد أنّ موسكو تريد أن تتأكد من أنّ ضربات مماثلة لن تزيد تعقيد جهودها في سوريا".