Advertisement

لبنان

في طرابلس الثورة قهر حتى العظم

محمد الحسن Mohammad el Hassan

|
Lebanon 24
27-01-2021 | 00:59
A-
A+
Doc-P-788107-637473328622714359.jpg
Doc-P-788107-637473328622714359.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بكثير من الجهد ازدحمت أقدام العاملين في مؤسسات الخير في طرابلس لتلبية احتياجات الناس مع تفاقم أزمة البلد وتراجع قدرات الطرابلسي المغلوب على امره .
جهدوا بعزم لمقاومة انهيار قاس لا قدرة لجمعيات محلية أو حتى وطنية على سد عجزه . فهنا تغيب وزارات وهنا تتقاعس قطاعات ومؤسسات حكومية، وهنالك مرافق تهمل ومقترحات يصار إلى تجاهلها حتى النكران.
Advertisement
وعبثا نادى المنادون بصيغة إنقاذية تمكن البلد من الإفادة من قدرات ومقدرات طرابلس .
وحتى الأمس القريب كانت الأسئلة تتطاير في الوسط الطرابلسي عن همة وزارة الشؤون الاجتماعية في دعم طبقات المجتمع المختلفة في المدينة دون جدوى، ازدحمت الأسئلة عن كيفية إيصال الدعم "القرض" من البنك الدولي للناس وعبثا رفعت الأصوات استفسارا .
كان الشارع يغلي. العاطلون عن العمل ازداد عددهم. الرهاب النفسي تفاقم مع إعداد محاضر المخالفات، وفي هذه الحالة سأل الناس بمزاجية المتهكم، في أوروبا وكندا وفروا للمواطن آلاف الدولارات شهريا وفي طرابلس الفقيرة أخضعوا الناس للمحاضر!!؟
تسلل الصوت ببطء فشلت الحكومة في سماع صوت الناس. الضيق واقع انتج حبس أنفاس للمغلوبين على أمرهم في الحجر، فجر الآهات ومن اختار أن ينزل إلى الشارع تسلل من علب الخوف إلى ليل الصراخ .
سقط حجر الفقراء تحت وطأة الحاجة. سقطت هيبة المحاضر التي حررها بخجل العسكر الشركاء في القهر برواتبهم المسحوقة المحروقة. ففي طرابلس لا فرق بين عسكري صار راتبه حفنة من الدولارات وبين سائق باص محجور ومخالف مقهور مغلوب على امره تسلل إلى مؤسسته بحثا عن قوت عياله .
ولكن، معظم الطرابلسيين بقوا في المنازل، أصواتهم نزفت حزنا وغضبا أكثر من اؤلئك الذين ظلموا العسكر بوابل من حجارة .
معظم الطرابلسيين صرخوا وجعا مع تفاقم حالة الخلل في الأداء من قبل مسؤولين فشلوا منذ تشرين في تحقيق ولو هدف طرابلسي واحد أو تقديم إنجاز معنوي واحد .
وأيضا هنا في طرابلس ثمة من يصرخ رفضا لتله على حسابه بتأجيل تأليف لحكومة وحده الله يعلم مدى قدرتها على رفع السكين عن رقاب الناس .
الصراخ في المنازل لم يكن "ثورة ثورة" بل قهرا قهرا، صبرنا أجهض حتى العظم .
وبعد ..هل سمعتم بمواطن ألقى ابنته بين يدي عناصر الجيش لأنه لم يعد يملك فلسا واحدا لاطعامها ... هنا حصل تلازم المسحوقين جيش وشعب، فمد ظابط يده إلى الطفلة والأب معا مواسيا ، ربما صرخ في قلبه انا أكثر منك غضبا .

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك