أصدرت جمعية "محاربون من أجل السلام البيان التالي:
"ان المشهد في طرابلس والذي امتزجت فيه صرخة الجوع المدوية جراء الحرمان بالإهمال المزمن وانسداد أبواب الرزق، وتعذر النجاة بمراكب الموت، وغياب الدولة عن أي عمل اغاثي او اجتماعي بمستوى الوضع الكارثي جعل المواطن في وضع يائس. وقد أتت التظاهرات والتحركات الشعبية بعد انقضاء نحو ستة
عشر شهراً على انتفاضة ١٧ تشرين التي قدمت خلالها المدينة نموذجاً رائعاً في الحراك السلمي الديمقراطي، وفي التضامن مع الحشود الشعبية المنتفضة في مختلف المناطق اللبنانية من اجل سياسات اجتماعية تضع حداً للانهيار المتمادي الذي انكشف منذ ذلك الحين. وجاء انفجار الرابع من آب ليشكّل دليلاً إضافياً على عجز السلطة الفاضح عن القيام بواجباتها في حماية المدنيين وعلى تمادي الفساد والاستهتار بأمن اللبنانيين وأمان عاصمتهم .
ان المواجهات العنيفة التي حصلت في المدينة بين المحتجين والقوى الأمنية، والتي نتج عنها سقوط ضحايا شباب من الانتفاضة وجرحى من الجانبين، لها مدلولات خطيرة وهي مدانة وتستدعي تحقيقا بشأنها لتحديد المسؤوليات ومحاكمة المرتكبين وكشف المندسين والمستفيدين من نزف الدماء وجعل طرابلس صندوق بريد في الصراع السياسي الداخلي والإقليمي. كما ان الهجوم على السرايا والقاء قنابل واحراق مبنى البلدية ومحاولة اق تحام أملاك خاصة تعتبر اعتداءات خطير ة تستوجب التحقيق فيها وكشف المتورطين وإعلان الحقائق للراي العام.
ان جمعية محاربون من أجل السلام ترى ان سياسات السلطة وصراعاتها وارتباطاتها خارج الحدود تنذر بالمزيد من الأزمات والتوترات، وتلفت انه على المسؤولين أدراك المخاطر المترتبة على ذلك . وتدعوهم الى مغادرة عقلية الاصطفاف والمحاصصة التي جرت على لبنان واللبنانيين الكثير من الويلات، وإلى
الإسراع في تشكيل حكومة تستجيب لتحديات المرحلة مؤلفة من خبراء مشهود لهم. كما اننا ندعو الأجهزة الأمنية إلى حماية المواطنين وممتلكاتهم والحفاظ على الحريات العامة التي يكفلها الدستور، والتنبه لكيفية التعاطي مع التحركات الشعبية، والكشف الاستباقي للاختراقات المتوسلة للعنف خلالها.
وفي السياق ذاته، تتفهم الجمعية غضب الناس، والضيق الشديد والخانق الذي وصلوا إليه، وتعلن عن تأييدها لتحركاتهم المطلبية المحقة من اجل حياة كريمة، وت دعوهم للتعبير عنها بأساليب سلمية نابعة من عراقة مدينتهم الحضارية. وتتمنى على الجمعيات العاملة على السلام ونبذ العنف في المدينة الى التنسيق فيما بينها وزيادة الجهد لفعالية أكثر، كما على الجمعيات التي تقدم الخدمات الى صب جهودها باتجاه من هم الأكثر حاجة لذلك.
وأخيرا تدعو جمعية محاربون من أجل السلام المجتمع المدني والأهلي والقوى الحية في طرابلس للقيام بدورها بالدفاع عن مدينتهم حماية للسلم الأهلي والمجتمعي في لبنان".