مبادرة بري وبيانه.. اصطفاف سياسي مدروس!

لم يأخذ بيان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اصدره قبل عدة ايام، والذي تحدث خلاله عن مسعاه الحكومي واتهم به العهد بالتعطيل، الضجة المتوقعة، او اقله ردة الفعل الذي يستحقها من قبل الفريق المتهم.

الواضح من بيان بري انه استفاد من فشل مسعاه ليعلن اصطفافا سياسيا واضحا الى جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ضد رئيس الجمهورية ميشال عون، الخصم اللدود لبري، منذ ما قبل انتخابه.

لكن بري الحذر من الذهاب بعيدا في بناء جبهات ضد عون، مراعاة لحزب الله بالدرجة الاولى، وجد اللحظة السياسية مناسبة جدا لزيادة الضغط على العهد  من دون ان تكون الجبهة المفترضة رسمية وعلنية.

ففي لحظة تحضر الفرنسي للعودة الى لبنان من اجل حل الأزمة، اقله الحكومية، كان لا بد من تحسين شروط الاطراف المعنية،  ولعل الاجماع الحاصل، بإستثناء حزب الله، على ان عون هو المعطل كفيل لوحده باجباره على التنازل.

لكن اللافت كان من بعبدا التي لم تتعامل مع بيان عين التينة بالحدة المتوقعة، بل على العكس، كان هناك رد مدروس الى حد بعيد وعملية استيعاب لتصويب عين التينة، ما ساهم في عدم توسع الخلاف بين الطرفين. 

ووفق مصادر مطلعة فإن ردة الفعل الهادئة للعهد عموماً،  تعود الى قرار بعد فتح جبهات جديدة مرتبطة بموضوع الحكومة تحديدا، وعدم احراج "حزب الله" في خلاف حاد بين حليفيه وذلك للابقاء على موقفه الحالي من التشكيل. 

وتعتبر المصادر ان الحزب ليس مشاركا في بيان بري او في مبادرته كما يحاول بعض التحليلات الايحاء، او في اقل تقدير هذه قناعة موجودة الى الان لدى العهد َوالتيار الوطني الحر.