قال الدكتور خلدون الشريف في رحيل النائب جان عبيد: قبل سنوات طويلة جدًا، و في عام 1990، كان رفيق عمري المهندس فواز السنكري، يعمل ضمن فريق كبير في مشروع بناء قصر تربل "لفخامة الرئيس" جان عبيد.
في احد الأيام طلب مني صديقي ان ارافقه لأشاهد الموقع و القصر قيد الأنشاء. و لما وصلنا، قال لي هنا وضع جان عبيد تحت الزجاج إنجيلًا وقرآنًا وهو الحافظ والمطلع والمثقف.
لم اكن اعرف جان عبيد حينها.
ولما دخلت العمل السياسي عام 2000 التقيت به اكثر من مرة في لقاءات شتى و على موائد مختلفة.
لكن علاقتي به توطدت ربيع عام 2010 فقد بادر هو، وكان على الدوام من اصحاب المبادرات، واتصل بي قائلًا اود لو نلتقي في تربل حيث اريد ان نجري سوية تمرينًا ذهنيًا و سياسيًا. وتكررت الإجتماعات في طرابلس و بيروت.
هو ممن يحبون التحدث و ممن يحسنون الإنصات.
هو ممن ينتمون للبنان قولًا وفكرًا و ممارسة. لا تربطه اية التزامات خارج الحدود، لكن صداقات تمتد من دمشق الى الرياض فالمغرب العربي.
هو يعشق الوساطات وتقليل الإحتكاك بين الفرقاء .
هو يؤمن بلبنان الرسالة في وطن عربي تشظى منذ تأسيس الجامعة العربية.
نخبوي جان عبيد وعاشق للعمل الشعبي في آن.
ستفتقد طرابلس وزغرتا و كل لبنان قامة كبرى من قامات البلاد الوسطية التي لم تعتش على العصبية والطائفية و المذهبية، رجلٌ عمل طيلة حياته على الجمع و ليس على الفرقة.
الى اهله و رفاقه و محبيه العزاء ، وعسى الا تكون قامات لبنان ترحل قامة تلو قامة دون ولادة من مثلها وافضل منها."