لم تهدأ أمس مدينة طرابلس ولم تتوقف التعليقات الغاضبة حول حادثة مكتب محافظ لبنان الشمالي رمزي نهرا واحتجاز رئيس بلدية طرابلس رياض يمق بعد امتناع الأخير عن تسليم هاتفه الذي صور فيه جزءا من محضر جلسة الاستجواب الذي أقامه نهرا بناء لتوصية وزير الداخلية محمد فهمي .
واشارت التعليقات الى أن خطأ ارتكب في هذه الحالة بتكليف نهرا نظرا للخلاف القائم بين الجانبين وعلى مستويات عدة ليس ابرزها ملف انتخابات اتحاد بلديات الفيحاء .
واليوم تقام صلاة جمعة جامعة في جامع الصديق بمشاركة رئيس البلدية على ان يكون شيخ قراء المدينة بلال بارودي خطيبا بتكليف من مفتي طرابلس والشمال محمد طارق أمام ،وعنوان الخطبة وفق ما أعلن امس: طرابلس ترفض رمزي نهرا .
وتعتبر هذه الخطوة الأبرز على مستوى ردود الفعل التي تكررت امس على لسان فاعليات المدينة، بعدما كان الرئيس نجيب ميقاتي اتصل بوزير الداخلية" شاجبا ما حصل بحق رئيس بلدية طرابلس وداعيا الى فتح تحقيق بما جرى وبقضية حرق البلدية"
وعلى وقع مطالب شعبية بتنحية نهرا صدر عن مكتبه بيان أوحى بأن ما يعلنه يمق مبالغ فيه ، ليعلن يمق بعد وقت قليل عن كتابين وجههما إلى رئيس الحكومة ووزير الداخلية يطالب فيهما بمساءلة نهرا إداريا قبل أن يعلن أنه بصدد الادعاء باسم طرابلس عليه جزائيا.
أزمة المجلس تظهر من جديد
وفي المقلب الآخر من المشهد الطرابلسي أمس لم تنجح جلسة المجلس البلدي في إعداد قرار بالادعاء باسم المجلس على نهرا حيث سجل اعتراضان على هذا التوجه غادر أصحابهما الجلسة لتفقد نصابها وتفرط بعد ذلك بفقدان النصاب الذي كان متوفرا ب"النصف زائد واحد" .
وتتطلع فعاليات المدينة في هذا الوقت إلى إجراءات تتفق مع قيمة رئيس البلدية ومقامه خاصة أنها تعتبر انه ،وهو المنتخب من الناس، يضاهي النائب بأهميته وأنه يفترض التعاطي معه انطلاقا من ذلك ، وقد رفضت هذه الفاعليات تكليف الوزير فهمي لنهرا إجراء هذا التحقيق مذكرين بأن القانون لا يعطي المحافظين صفة تخولهم القيام بمثل هذه المهمات مع كل رؤساء البلديات .
وتطالب فعاليات المدينة بمحقق محايد في أحداث طرابلس وإحراق القصر البلدي توخيا للنتائج المفيدة والسريعة وبعيدا عن أجواء الخلافات التي تطغى منذ وقت طويل على العلاقة بين المحافظ وبلدية طرابلس .
اضافة إلى ما ذكر تبقى أمور كثيرة عالقة في مدينة طرابلس توتر العلاقة بين المحافظ والمدينة لعل ابرزها ملف انتخاب رئيس لاتحاد بلديات الفيحاء الذي تطالب المدينة بحسمه بما يتفق مع العرف والقاعدة التي تعطي الرئاسة لبلدية طرابلس .