فجر اليوم بدأت مرحلة جديدة من التصعيد الميداني في لبنان، لن تكون اخر المطاف، بحسب المعطيات الميدانية، بل ستتبعها خطوات تصعيدية اخرى، في غياب اي افق او حل للازمة المعيشية والاقتصادية، لكن بعيدا عمن يقف وراء التحركات، ان كانت الاحزاب السياسية التي تعادي الرئيس ميشال عون او مجموعات الانتفاضة، فإن الحل يبدأ بتشكيل حكومة.
لكن الرئيس عون لا يزال عند موقفه وبالرغم مما سرب من تنازلات، الا ان حجم هذا التنازل في عمقه ليس كافيا للحل، فأين يقف "حزب الله" من موقف حليفه؟
من الواضح ان الحزب ترك منطقة الحياد منذ مدة ويقف الى جانب الرئيس عون بالكامل، وهو اليوم يترقب ما يحصل تحديدا، لكن يبدو ان جزءا اساسيا من حلفائه باتوا منزعجين من هذا الموقف.
مصادر في قوى الثامن من اذار اكدت ان الحزب اليوم لديه مفتاح الحل وهو بإختصار الضغط على عون ليتنازل، اذ ان ما يحصل لا يهدد الوضع الامني فقط، بل يهدد اصل وجود لبنان.
وسألت المصادر الى متى سيتحمل "حزب الله" الانهيار؟ هل يستطيع تحمل حجم الفوضى الذي وصلنا اليه؟
لا تنطلق المصادر من مواقف معادية للحزب بل تعتبر انها ناصرت الحزب في مراحل كثيرة، وهي لا تزال معه في سلاحه ومقاومته، لكنها لم تعد قادرة على اقناع جمهورها بضرورة تحمل الانهيار من اجل عيون جبران باسيل.
وتعتبر المصادر انه ليس على "حزب الله" الاختلاف مع حلفائه في" التيار الوطني الحر"، لكن عليه اقناع الرئيس عون فقط ان احراج الحريري لن يخرجه، وان الحزب بدوره متمسك به رئيسا للحكومة، وبالتالي لا داعي للتعنت سعيا لاحراجه فاخراجه.
وترى المصادر ان على الحزب ان يعطي الحريري ضوءً اخضرا لكي يُقْدم، ويقدّم تشكيلة حكومية يضع فيها عون تحت ضغط الامر الواقع، ومن هنا قد يبدأ الحل.