زار وفد من من المجموعات السيادية، متربوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس، المطران الياس عوده، وصد عنها البيان التالي:
جئنا اليوم ثوّاراً مسلمين ومسيحيين من جميع المناطق اللبنانيّة لنؤيّد مواقفكم ولنستمدّ منها الشجاعة لمواصلة مسيرتنا لإخراج لبنان من أزمته وتحقيق التغيير المنشود.
"لقد جئنا نستمع إلى كلمتكم، كلمة الصواب، كلمة الحقّ في وجه الظلم، وأنتم الذين عوّدتمونا منذ أكثر من أربعين عاما على رفع الصوت في سبيل إحقاق الحق وترسيخ مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
لقد جئنا نجدد معكم تمسّكنا بالصيغة اللبنانيّة كنموذج حضاري عن تعايش الأديان وتلاقيها وتفاعلها وتكاملها من أجل عالم أكثر إنسانيّةً وأخوّة.
لبناننا ينزف وشعبنا يتألم وقد تعدّت مآسيه الخطوط الحمر، ولعلّ أبلغها تفجير بيروت في الرابع من آب، أمّا السلطة المافيوسياسيّة الفاقدة للإنسانيّة فهي تُمعن فسادا وقمعا وإرتهانا للسلاح غير الشرعي المتمثل بحكم ميليشيا حزب الله. هذه الدويلة أنتجت معادلةً مفادها : )نشارككم فسادكم ونغطّيه مقابل تشريعكم سلاحنا) وأدخلت لبنان في محاور خارجيّة وشرّعت الأبواب للاحتلال الإيراني المقنّع وعطّلت القضاء والمؤسّسات ومرافق الدولة ضاربة عرض الحائط بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ممّا أدّى إلى عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي وتهديد كيانه وهويّته الثقافيّة ونظامه الديمقراطي والإقتصادي الحر ورسالته الإنسانية الداعية إلى الانفتاح على الآخر.
سيدنا السامي الاحترم،
كم نستذكر مقولتكم الشهيرة "هذا البلد يُحكم من جماعةٍ تحكمنا بالسلاح". لقد آن الأوان لنطالب بنزع هذا السلاح وبتحرير الشرعيّة وحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانيّة.
لقد آن الأوان لإخراج لبنان من أزمته عبر الحل الوحيد المتمثل بــ :
1. تطبيق الدستور ووثيقة الوفاق الوطني.
2. الالتزام بقرارات الشرعيتين الدوليّة والعربيّة وتنفيذها لا سيّما القرارات 1559، 1680 و 1701 .
3. تبنّي الحياد وعقد مؤتمر ٍ دولي لحماية لبنان.
فيا سيدنا،
إنّ مواقفكم وشهادتكم للحق هي مبعث للأمل وإنّنا نشدّ على أياديكم متمسّكين بها لإعادة لبنان إلى حضنه العربي والدولي تحت سقف القانون وبشروط الدستور ليعود لبنان منارةً حضاريّةً وثقافيّة في هذا الشرق المتألم ورسالةً للإنسانيّة جمعاء".