أشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى أن "رمضان هذا العام ليس ككلّ الأعوام، وربما لم يشهد اللبنانيون ضيقاً شديداً مثلما يشهدونه في هذا العام"، وقال إنه زمن الانهيار الشامل في كلّ المجالات". وأَاف: "ما عاد أحدٌ تقريباً قادراً وما عاد لنا إلا أن نتقاسم ونتشارك القليل الذي يمتلكه كلّ منا، وأنا شديد الاعتزاز بهؤلاء المواطنين الذين يستمدّون من الضعف قوة ويقومون بإنشاء الجمعيات للعناية بالمحتاجين".
ولفت المفتي دريان في رسالته إلى اللبنانيين بمناسبة حلول شهر رمضان إلى أن "بلادنا عجيبة في صبر أهلها وانتظامهم الأخلاقي فقد تحملّوا مئات آلاف المهجّرين واللاجئين والوباء وغياب الدولة قبل انفجار المرفأ وبعده، ويتحمّلون كلّ يوم أخبار الفضائح بين المسؤولين غير المسؤولين".
وأكد أن "لأوّل مرة منذ الحرب العالمية الأولى، ينهار مع نظام العيش النظامُ المصرفي الذي كنّا نظنّه مستقلاً وآمناً وغير تابع لأهواء الحاكمين فهو وسيلة لاستيلاب أموال المودعين لصالح نظام الفاسدين"، وأضاف: "الحاكمون وهم علّة الفاجعة يزدادون تشبّثاً بمناصبهم وبمصائر اللبنانيين"، وسأل: "هل سمعتم ببلد تحدث فيه فاجعة مثل فاجعة المرفأ ويظلّ المسؤولون على كراسيهم؟" وتابع: "أيها "المسؤولون غير المسؤولين" هل هو مطلب عسير أن تكون هناك حكومة مسؤولة وأنتم تتحدّثون عن الأصول الدستورية والشراكة الكاملة بين التشكيل والإصدار؟"
وإلى كلّ معرقلي تشكيل الحكومة، توجه المفتي دريان قائلا: "كفاكم تعنّتاً واستكباراً وتصلباً وخرقاً للدستور فالبلد في خطر داهم ويعيش قمة الانقسام والتشرذم والفوضى والسبب هو تأخير تشكيل الحكومة".