منذ الاعلان المفاجئ عن زيارة لوزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان الى لبنان هذا الاسبوع، طرح السؤال عما سيحمله الوزير الفرنسي ، خصوصا وان مواقفه المعلنة والمكررة حملت الكثير من الاشارات السلبية تجاه المسؤولين اللبنانيين، ابرزها الاعلان عن اجراءات فرنسية "عقابية" بحق شخصيات لبنانية لم يسمّها.
واذا صحت المعلومات الصحافية التي يجري تداولها منذ يومين من ان الوزير الفرنسي لن يلتقي سوى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري يصبح السؤال الاهم: ما هي الرسالة الفعلية للموقف الفرنسي؟ وهل لودريان قادم الى لبنان لابلاغ المسؤولين بالاجراءات الفرنسية وبالمعنيين بها؟ ام انه قادم لاعلان نفض فرنسا يدها نهائيا من الملف اللبناني بعد ما آلت اليه المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ماكرون عقب انفجار بيروت؟
من المبكر الاجابة على اي سؤال في هذا الصدد قبل مجيء لودريلن، لكن الاكيد حتى الساعة ان السفارة الفرنسية في بيروت نسقت مع الجانب اللبناني موعدين للودريان مع عون وبري، فيما يجري، بحسب معلومات" لبنان 24" ترتيب موعد لزيارة لودريان الى البطريرك الماروني بشارة الراعي، وفق التقليد المتعارف عليه في تاريخ العلاقات بين فرنسا وبكركي.
المعنيون في بيروت يتكتمون على التعليق في انتظار اتضاح الصورة ومعرفة "القطبة المخفية" في مجمل تحرك رئيس الديبلوماسية الفرنسية.
وفي السياق ذاته تفيد المعلومات عن مباشرة الدوائر الفرنسية المعنية الخطوات العملانية ضد من تصفهم الديبلوماسية الفرنسية "معرقلي الحل السياسي في لبنان والضالعين بالفساد"، وهي تتضمن بالدرجة الاولى منع السفر الى فرنسا وتجميد الاموال في المصارف الفرنسية ومصادرة املاك.
وتجدر الاشارة الى ان فرنسا كانت سعت قبل فترة لعقد اجتماع بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في باريس، الا ان اللقاء المفترض لم يعقد وتبادل المعنيون يومها الاتهامات بافشاله.