عطلت جائحة كورونا المستجدة بكل متحوراتها الكثير من المهن حول العالم، ومنها أقدم مهنة في التاريخ كما هو متعارف عليها، أي الدعارة، وقد أسهم الحجر الصحي الذي فُرض للحد من إنتشار الوباء القاتل في تعطيل الكثير من الأنشطة المتعلقة بالدعارة السرية في دول كثيرة حول العالم ومنها لبنان، حيث ضربت الأزمة بيوت الدعارة وفتيات الهوى اللواتي وجدن الحل السريع والآمن للإستمرار في مهنتهن، فحققن خرقاً للحجر الصحي "لدوافع إقتصادية" وذلك عبر تطبيق الواتساب.
فتيات الهوى سارعن الى تحميل صورهن الحميمة عبر التطبيقات المنتشرة مع أرقام هواتفهن، بحيث يدخل المستخدم اليها لتبدأ بعدها رحلة " التعارف والتفاوض" على مدة ومكان وسعر اللقاء.
ومع فترات lockdown المتتالية ولمدة طويلة، باتت اللقاءات تحدث في منازل خاصة أو منتجعات سياحية أو فنادق شبه معزولة، وبهذه الطريقة تكون العلاقة مباشرة بين الزبون والفتاة من دون وسيط أو مشغّل يستأثر أحياناً بالنسبة الكبيرة من الأرباح، ما يعني أن الربح الصافي يكون بكامله للفتاة من دون نقصان، وعليه يكون فيروس الكورونا قد زاد من مداخيل الفتيات.
المشكلة الوحيدة تبقى في طرق الوقاية من إلتقاط عدوى الكورونا كون الزبون والفتاة لا يعرفان بعضهما، وبالتالي فإن انتقال العدوى من أحدهما الى الآخر إحتمال وارد جداً، وهو ما يشكل خطراً حقيقياً بحيث يمكن للزبون أن ينقل العدوى الى عائلته ومكان عمله ومجتمعه من حيث لا يدري أو ربما يدري، لذا يتم اللجوء الى إتفاق شفهي مسبَق يجري إعتماده، وهو يقضي بالإمتناع عن تبادل القبلات خلال الجُمَاع، مع إستخدام كل إجراءات الوقاية، ليس فقط تلك المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، بل أيضاً الإجراءات التقليدية التي تُستخدم للوقاية من الإيدز والأمراض الزهرية المعدية، وعليه بهذه الطريقة المكيافيلية الوسيلة تبرر الغاية في زمن الجوائح الصعبة.