يخيم على اللبنانيين بالأخص الشباب منهم (تحت الـ30 عاماً) خوفٌ صحيٌّ كبيرٌ من لقاح أسترازينيكا خصوصاً بعد تلقيهم العديد من الأخبار التي تثير القلق منه كان آخرها يوم أمس، الجمعة، إثر وفاة الشاب، محمود الحلبي، البالغ من العمر ثلاثين عامًا، بعد ثلاثة أيام على تلقيه اللقاح، علماً أنه لم يحدد سبب الوفاة بعد، وما إذا كان مرتبطاً باللقاح، أو بسبب وجود أعراض صحية سابقة.
وفي هذا الوقت، كان عددٌ من الإعلاميين والأساتذة قد تجرأوا وأخذوا لقاح أسترازينيكا رغم توصية اللجنة العلمية في السابق عدم تلقيه لمن هم دون الثلاثين عامًا مستندين إلى الرسائل التي وردتهم من منصة التسجيل للقاح، في حين لا يزال البعض الآخر مترددًا من تلقي هذا اللقاح خوفاً من الأضرار التي يمكن أن تنتج عنه.
عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة، والبروفسور في الأمراض الجرثومية والمعدية، جاك مخباط، أكد لـ"لبنان 24"، أن "قرار اللجنة العلمية للتلقيح كان واضحًا بعدم استعمال لقاح أسترازينيكا للذين هم دون الـ30 عامًا"، مشيرًا إلى أن "لغطًا قد حصل عندما اتخذ قرار تلقيح الصحافيين حيث أرسلت المنصة المخصصة للقاحات الرسائل إلى الجميع من دون الانتباه إلى العمر".
توازيًا، وبالرغم من أن منظمة الصحة العالمية، أكدت أن لا مانع في أن يُعطى لقاح أسترازينيكا لمن هم فوق 18 عامًا، لفت مخباط إلى أن "أي دولة لم تمتثل لهذا القرار"، مشيرًا بالتحديد إلى بريطانيا "التي لديها أكبر تجربة باللقاح إذ أقرت استخدامه لمن هم فوق الـ30 عامًا"، قبل أن تعود اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين في بريطانيا وتوصي بأن يحصل الأشخاص الذين هم دون الـ40 عامًا على لقاحٍ غير أسترازينيكا بسبب المخاوف من حدوث جلطات دم نادرة للغاية خصوصًا بين الشباب.
وعن الخطر الذي قد يسببه "أسترازينيكا"، أشار مخباط إلى أنه "مبدئيًّا لا يوجد فرقٌ بين اللقاحات بالنسبة للفعالية، لكن الخطر الناتج عن اللقاح هو فقط لمجرّد أول أسبوعين من بعد تلقي الجرعة الأولى"، لافتًا إلى أن هناك عددًا من الجلطات تم التصريح عنها عند تناول لقاح الأسترازينيكا أو الجونسون، في حين لم يكن هناك حالات معترف بها عند تناول اللقاحات الأخرى".
لمن تلقوا اللقاح وهم تحت الـ30...ما العمل؟
وفي حين أن العديد من الإعلاميين والأساتذة الذين هم دون سن الثلاثين أخذوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا، أكد مخباط أن بإمكانهم في الجرعة الثانية أن يتلقوا جرعة من غير لقاح في حال كانوا يتخوفون من تلقي لقاح أسترازينيكا مرة أخرى، لافتًا إلى عدم وجود خطر على صحتهم في حال قرروا التوجه إلى لقاحٍ آخر في الجرعة الثانية.