تحت عنوان "غزة أثبتت أنّ حرب إيران المقبلة على إسرائيل ستكون أكثر دموية بأشواط"، كتب الباحث والمستشار الأميركي جون هانا المعروف بدعمه لإسرائيل مقالة نشرتها مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، حذّر فيها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من دعم إيران لـ"حماس" و"حزب الله"، مستعرضاً قدرات كل منهما.
في مطالعته لحرب الـ11 يوماً "المروعة" على غزة، رأى هانا- الباحث البارز في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي ونائب مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس ديك تشيني في ولايته جورج بوش الابن الأولى- أنّها
كانت بمثابة "تجربة" للحرب "الأوسع نطاقاً والأكثر تدميراً التي تخطط إيران لشنّها على إسرائيل".
وفي هذا الإطار، قارن هانا بين قدرات "حماس" و"حزب الله"، كاتباً: "على مستوى "الحزام الناري" الذي تلف إيران به إسرائيل، تُعتبر "حماس" ثانوية"، مبيناً أنّ "حزب الله" يمثّل في المقابل "مجموعة النخبة".
هانا الذي قال إنّ التقديرات تفترض أنّ "حماس" تمتلك نحو 30 ألف صاروخ، حذّر من أنّ ترسانة "حزب الله" "قد تكون أكبر بخمس مرات".
وتابع هانا: "يمكن أنّ يطلق (حزب الله) في يوم واحد عدد الصواريخ نفسه الذي أطلقته حماس خلال أسبوع كامل"؛ ذَكر الجيش الإسرائيلي أن عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة حتى الساعة الـ7 مساء الأربعاء الفائت في 19 أيار بلغ 4070 صاروخاً. وجاءت ذروة إطلاق الصواريخ في اليوم الثاني من العملية التي بدأت في 10 أيار الجاري، وأسمتها إسرائيل "حارس الأسوار"، حيث تم إطلاق 480 صاروخاً على الأراضي الإسرائيلية في ذلك اليوم.
وأضاف هانا: "على عكس "حماس"، يمتلك "حزب الله" مخزوناً متنامياً من الأسلحة الإيرانية الدقيقة بعيدة المدى (وهو قادر على إنتاج المزيد محلياً)"، محذراً من أنّ الحزب قادر "نظرياً" على أن يضرب بدقة "معظم الأهداف الاقتصادية والعسكرية الإسرائيلية الأهم"، ما من شأنه أن يعطل الحياة في إسرائيل "أهم حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
وتابع هانا: "يجب أن يمثّل تفادي هذا الوضع الكارثي والتحديات الاستراتيجية المؤلمة مصلحة أميركية حيوية (..)"، معتبراً أنّه يتعيّن على بايدن وفريقه المسارعة إلى التركيز على بذل أقصى الجهود لمساعدة إسرائيل على منع هذه الحرب و"القتال والانتصار بشكل حاسم قدر الإمكان، إذا اقتضى الأمر".
عن الخطوات الواجب على إدارة بايدن اتباعها، كتب هانا: "كحد أدنى، ينطوي ذلك على التوضيح لإيران وشبكتها الإرهابية الإقليمية أنّ النزاع الأخير في غزة عزز تحالف الولايات المتحدة-إسرائيل". وفي مؤشر إلى أهمية موقف التقدميين في الحزب الديمقراطي، أكّد هانا: "لن يكون ذلك سهلاً بالتأكيد"، وذلك "في ظل تنامي نفوذ الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الذي انتقد بشدة سياسات إسرائيل".