قبل يومين، ضج لبنان بخبر يطال صحة المواطنين مفاده أن "البنج" يكاد ينقطع من المستشفيات بعدما صرح نقيبها سليمان هارون قائلًا "إن لم تحل معضلة تأمين الأدوية، ومن ضمنها البنج سريعًا، فالكمية المتوفرة منه في المستشفيات وعند الوكيل تكاد تكفي لمدة 15 يومًا ليس أكثر "، كاشفًا أن بعض المستشفيات "عمد إلى تأجيل عمليات المرضى ومنها عمليات اساسية بسبب النقص في أدوية البنج".
إثر ذلك، خرج وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن قائلًا إن الحديث عن انقطاع "البنج" يأتي من ضمن استراتيجية المناورة، مشيرًا إلى أنه من الجيد لفت النظر ولكن ليس بطريقة إخافة الناس لأن صحة الناس ليست لعبة أو تخضع لمزاجية أحد..."، وكأنه بدا من خلال كلامه أن "البنج" موجود ولا صحة لما يشاع، ما أثار شكوكًا لدى المواطنين.
مصادر معنية في وزارة الصحة أكدت لـ"لبنان 24" أن "البنج غير مقطوع من السوق، وان استيراده لم يخف".
وقالت "بالرغم من أننا في أزمة ، إلا أن البنج ، بشكل خاص، زاد استيراده في الفترة الأخيرة بسبب كورونا.
بدوره، لفت نقيب المستشفيات سليمان هارون إلى أن المستوردين لا يقومون بتوزيع أدوية البنج للمستشفيات بشكلٍ كافٍ، مشيرًا إلى أن العديد من الوكلاء قدموا ملفاتهم منتظرين مصرف لبنان ليفتح اعتمادًا لهم للاستيرد.
وقال هارون لـ"لبنان 24"، إن المستشفيات تطلب فرضًا 100 "قطعة" بنج فيتم تسليمها 10 منها والمستوردون معروفون، لافتًا إلى أنه إذا كان لوزارة الصحة شك بأن هناك كميات بنج في المستشفيات، فعليها أن تقوم بجردة في المخازن للتأكد من هذا الموضوع، وهذا ما أكده المصدر المعني في وزارة الصحة الذي أشار إلى أن "وزارة الصحة تقوم بجولات على مستودعات المستوردين للتأكد من كميات البنج الموجودة".
وفي حال افترضنا أن البنج موجود كما تقول رواية مصادر وزارة الصحة فأين هو؟ الجواب على هذا السؤال ربما يتضح بعد انتهاء وزارة الصحة من جولاتها على المخازن. أما في حال كان فعلًا البنج مقطوعًا فأين يكمن الحل، خصوصًا وأن مصرف لبنان أصدر مؤخرًا تعميمًا أشار فيه إلى أنه لن يمس بالاحتياطي الإلزامي وعلى المعنيين حل معضلة الدواء؟ ومن ثم ما هو ذنب اللبنانيين في كل ذلك ولماذا عليهم أن يكونوا في كل مرة "كبش المحرقة"؟
الجواب في رسم ضمير المعنيين في حال وجد.