كتب المحرر القضائي
بعد عملية رصد وتعقّب من قبل مفرزة البحث والتدخل التابعة لوحدة الشرطة القضائية لإحدى شبكات الدعارة والإتجار بالبشر، تبيّن أن الرأس المدبّر هي ليلى.ر المعروفة بأم عكرمة (الإسم عربي وهو يعني الحمامة الأنثى رغم أنه يُطلق على المولود الذكر) وهي سورية الجنسية، فتمّ توقيفها في محلة جونية، وعلى الأثر تمت مداهمة شقة في محلة رومية، حيث تم توقيف أربع فتيات يعملن لديها وجميعهن غير لبنانيات.
خلال التحقيقات الأولية والإستنطاقية أمام مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب، أفادت أم عكرمة أنها تشغل الشقة التي تمت مداهمتها منذ خمس سنوات، وذلك إثر مجيئها الى لبنان بعد أن فقدت زوجها وأربعة من أولادها الستة بسقوط قذيفة على منزل العائلة في محافظة إدلب، وبعد أن تمكن الإبنان الناجيان من مغادرة سوريا واستقرارهما في ألمانيا حيث انقطعت عنها أخبارهما لاحقاً.
وتبيّن أنها في البداية، أقامت عند أقارب لها في أحد مخيمات النازحين السوريين في شرق البقاع حيث كانت تعمل "خطّابة" للشبان والفتيات الراغبين بالزواج، وهي المهنة التي كانت تعتاش منها في بلدها، كما تبيّن أنها اضطرت الى مغادرة المخيم بعد إشكال وعراك مع والد إحدى الفتيات التي "دبّرت" لها "عريس لبناني لقطة"، ثم تنصّل الوالد من وعده لها بإعطائها "إكرامية حرزانة".
وفي إفادتها، أقرّت أيضاً بأنها، بعد وصولها الى بيروت وإقامتها عند أصدقاء "من بلدها" في محلة البربير، تعرفت عن طريق الصدفة الى أبو صقر(سوري مجهول باقي الهوية) الذي أقنعها بتبديل مسار مهنتها من خطّابة الى مسهّلة لأعمال الدعارة كونها تتعرف الى العديد من الفتيات اللواتي يتواصلن معها في سعيهن للإرتباط بعريس"إبن عيلة ومقرش".
القاضي المنفرد الجزائي في المتن أدان، في حكمه، المدعى عليها أم عكرمة سنداً لنص المادة ٥٢٧ من قانون العقوبات الذي قضى بحبسها مدة سنة واحدة وتغريمها مبلغ مئتي ألف ليرة، وتخفيفاً الإكتفاء لها بمدة توقيفها.
وقضى الحكم أيضاً بإدانة الفتيات الأربع : سلاف.ع و ديما.م و ميساء.ر ونهال.خ بجرم المادة ٥٢٣ عقوبات وحبسهن مدة ستة أشهر، وتغريم كل واحدة منهن مبلغاً قدره مئتي ألف ليرة، وتخفيفاً الإكتفاء لهن بمدة توقيفهن، كم تم إصدار مذكرة بحث وتحرٍ بحق أبو صقر(مجهول باقي الهوية) المتواري عن الأنظار.