"في أمل؟ اي في امل اوقات بيطلع من ملل" اغنية فيروزية باتت الاكثر تعبيرا عن واقع الحال اللبناني. فكل الامال باتت معقودة على نجاح مبادرة الرئيس نبيه بري لتشكيل الحكومة، رغم اصطدامها حتى الان بالشروط والشروط المضادة بين فريقي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، ورغم "جرعة الاحباط" الاضافية التي تسببت بها "تغريدة ليلية" لعضو "حركة امل" ومساعد بري النائب علي حسن خليل رد فيها على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في موضوع البطاقة التمويلية وتحدث فيها عن "عرقلة التيار الحل الجوهري بتشكيل الحكومة".
وبات واضحا ان الازمة الحكومية استعصت على كل المساعي، مع تظهير واضح للتباين في الموقف بين حركة امل وحزب الله "عرّابي الوساطة الحكومية"، ففي حين كان الرئيس بري واصحا منذ البداية في الاعلان عبر "جريدة النهار" ان الحريري وافق على مبادرته وانه في انتظار اجوبة باسيل، فان حزب الله يتخذ موقفا متمايزا عبرت عنه مصادر مقربة منه قالت اليوم" ان حزب الله لا يستخدم وسيلة الضغط مع حلفائه وحتى مع غير حلفائه لاقناعهم بتشكيل حكومة او في اي مسألة اخرى لانه ليس اسلوبه".
في المقابل فان الرئيس المكلف سعد الحريري ماض في الاتجاه الذي اعلن عنه منذ اليوم الاول وهو التمسك بصلاحياته الدستورية وعدم السماح باي خرق لهذه "المسلمات".
وفي هذا السياق، يكتسب اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم اهمية بالغة، في اطار تجديد الدعم للرئيس المكّلف، علما ان الاتصالات التي جرت لم تحسم نهائيا الموقف الحكومي النهائي الذي سيتخذه الحريري في انتظار المزيد من التشاور، لا سيما مع الرئيس نبيه بري.
ومن هذا المنطلق يتوقع ان يكون اجتماع دار الفتوى اليوم، في حضور رؤساء الحكومات السابقين، مناسبة لتجديد تأكيد الثوابت مع ترجيح اصدار بيان شامل يحدد الموقف من مجمل التطورات المطروحة.