عاد الحديث مجدداً عن اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، في ظل عدم حصول اي تقدم في مبادرة الرئيس نبيه بري، لا بل ان بعض الدول الاقليمية نصحت الحريري بإتخاذ مثل هذا الخيار وعدم التمسك بالتكليف، فهل من مصلحة الحريري الاعتذار؟
بحسب مصادر متابعة، فإن الحديث عن الاعتذار لا يزال مبكراً، اذ انه لا اعتذار قبل اعلان الرئيس نبيه بري فشل مبادرته الحكومية، وهذا يعني ان الاعتذار لن يكون خارجا عن سياق الاعلان العام للفشل ولن يأتي بصورة تخلي الحريري عن المسؤولية.
واعتبرت المصادر ان الرئيس سعد الحريري يمكنه الاستفادة من الوضع واستغلال اعتذاره عن عدم التشكيل، لكنه يجب ان يختار التوقيت المناسب لذلك، اذ ان الاعتذار في ظل ادعاء فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر، انهم مَنْ يسهل عملية التشكيل، سيكون خطوة ناقصة ستنقلب على الحريري.
وقالت المصادر ان اختيار التوقيت هو اهم ما قد يفعله الحريري في حال قرر الاعتذار، فأولاً لا يجب ان يظهر كطرف ضعيف في المعادلة، خضع للقرار والارادة العونية، وثانيا لا يجب ان يظهر كأنه غير معني بآلام اللبنانيين ومعاناتهم.
وبحسب المصادر فإن اعتذار الحريري قد يكون، في حال اخذ في عين الاعتبار هذه الامور، خيرٌ له، لانه لن يكون في واجهة السلطة اللبنانية في ظل الانهيار الكامل الذي يحصل في البلد، وبالتالي لن تستهدفه الجماهير الغاضبة في حال اخذت الحكومة الخطوات المتوقعة وهي غير شعبية حتما.
وتعتبر المصادر انه على الحريري ان يضع نصب عينيه الانتخابات النيابية المقبلة وان يركز على ادارتها لانها ستحدد مصيره السياسي ومستقبله، لذلك فإن اعتذاره في توقيت مناسب وعدم توليه رئاسة الحكومة في لحظة الانهيار، قد يفيده شعبيا ويعطيه وقتا للتفرغ للقضايا الحزبية والانتخابية.
أضف الى كل ذلك، قد يشكل الاعتذار مادة يمكن البناء عليها لاعادة تحسين علاقته بالمملكة العربية السعودية، خصوصا في حال اعاد اثبات قدرته الشعبية في الانتخابات، وهذا لن يتم عبر اتخاذ قرار التشكيل بعكس ارادة الرياض..